الثلاثاء، 20 نوفمبر 2018

آلبرت آينشتاين: هكذا تتعلَّم أكثر


ترجمة: هشام فهمي

الرسالة التي كتبها آينشتاين لابنه ذي الأحد عشر عامًا، بعد أن استطاع أخيرًا تلخيص نظريَّة النسبيَّة في صفحتين لا غير.



تلقَّيتُ بالأمس رسالتك الغالية وسعدتُ بها للغاية. كنتُ أخشى أنك لن تكتب لي ثانيةً أبدًا، فقد قلت لي عندما كنتُ في زيورخ، إنك تشعر بعدم الراحة في أثناء وجودي هناك، ولهذا أظنُّ أن من الأفضل أن نلتقي في مكانٍ آخر حيث لا يُقلِق أحد راحتنا. في جميع الأحوال سأصرُّ على أن نقضي شهرًا كاملًا معًا كلَّ عام، كي ترى أن لديك أبًا مولعًا بك ويحبك. يُمكنك كذلك أن تتعلَّم أشياءَ كثيرة مفيدة وجميلة مني، وهو الشيء الذي لا يستطيع شخص آخر تقديمه لك بسهولة. ما حقَّقته بالكثير من العمل الشاق لن يبقى من أجل الغرباء فقط، بل من أجل ولديَّ على وجه الخصوص. لقد أكملتُ هذه الأيام واحدًا من أجمل الأعمال في حياتي، وسأحكي لك عنه عندما تكبر.

يسرُّني للغاية أنك تجد متعةً في العزف على الپيانو، فهذا بالإضافة إلى النِّجارة -في رأيي- أفضل ما يُمكن أن تُمارِسه في سنِّك هذه، بل وأفضل من المدرسة كذلك، لأنهما شيئان يُلائمان شخصًا صغيرًا مثلك تمامًا. أريدك في المقام الأول أن تعزف مقطوعات الپيانو التي تُثير في نفسك السُّرور، حتى إذا لم يُملِ المعلِّم عليك أن تعزفها. هذه هي الطريقة التي تتعلَّم بها أكثر، الطريقة التي تجعلك تفعل شيئًا بمنتهى الاستمتاع، لدرجة أنك لا تلاحظ مرور الوقت. إنني أستغرقُ أحيانًا في عملي تمامًا فأنسى وجبة الظَّهيرة. العب قذف الحلقات مع تيتي أيضًا، لأن هذا يعلِّمك الرشاقة، وكذلك اذهب إلى صديقي تسانجر، فهو رجل عزيز.

قُبلاتي لك ولتيتي
من بابا
تحيَّاتي إلى ماما

من كتاب Posterity: Letters of Great Americans to Their Children

http://goo.gl/kImhe2

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقتطف من ترجمة غير منشورة لـ«سيِّد الخواتم»

چ. ر. ر. تولكين، «سيِّد الخواتم: رفقة الخاتم» واصَلوا الحركة، ولم يمضِ وقت طويل حتى تكلَّم جيملي، الذي يملك عينيْن ثاقبتيْن في ا...