الثلاثاء، 23 أبريل 2019

ملاحظات على الحلقة الثانية من «Game of Thrones»

الموسم الأخير، الحلقة الثانية، «A Knight of the Seven Kingdoms»


هدوء ما قبل العاصفة.

في التليفزيون الأمريكي مصطلح ظهر في الستينات اسمه «bottle show/episode» أو «حلقة زجاجة»، معناه حلقة من مسلسل بتدور أحداثها كلها أو أكثر أحداثها في لوكيشن محدود، وبيتكوَّن أغلب مشاهدها من الحوار، وعادةً بتكون تمهيد لشيء كبير قرب بداية أو نهاية موسم المسلسل، عادةً لتوفير الميزانية لحلقات فيها أحداث أكبر، «كأنك بتطلَّعها من زجاجة زي جني علاء الدين» على حد تعبير مبتكِر المصطلح. الموضوع بدأ بالشكل ده، لكن مع الوقت ما عادش بيتعمل للأسباب دي بس، وأصبح بيلجأ ليه كتَّاب الدراما لكتابة حلقات مبنيَّة على لحظات الشخصيات وتطويرها فقط، بغض النظر عن الميزانية. من الأمثلة الشهيرة على الحلقات دي «The Chinese Rertaurant» في «Seinfeld»، «Rixty Minutes» في «Rick and Morty»، وطبعًا «Fly» في «Breaking Bad».

إلى حد كبير تنطبق فكرة الحلقة الزجاجة على الحلقة دي. أكثر المشاهد قائم بشكل أساسي على الحوار المنطوق أو الصامت بين الشخصيات، أكثرها في لوكيشن محدود، وأكثرها تمهيد للمعركة القادمة، ولو إن لازم أقول إن الجزء الأول من الحلقة حسِّسني إنه مجرد تكملة للحلقة الأولى، وكان ممكن بسهولة يكون جزء منها. ده يمكن راجع إلى حدٍّ ما لكون المخرج واحد، والإخراج هنا ما كانش رائع بشكل عام، لكن في الوقت نفسه كان رائع بشكل خاص في عدد معيَّن من المشاهد. وبما إن الحلقة قائمة أساسًا على الشخصيات فالكتابة كانت البطل هنا.

ده مش معناه طبعًا إن الحلقة خالية من العيوب، بس خلينا نبدأ من البداية.

زي ما توقَّع كتير، المقدِّمة بيظهر فيها تقدُّم الوايت ووكرز على الخريطة. أضف لده ظهور استعدادات الدفاع في وينترفل. الجديد كمان اللي لاحظته في المقدِّمة دي ظهور(جزيرة الوجوه) على الخريطة، الجزيرة اللي في منتصف بحيرة (عين الآلهة) في أراضي النهر، وتُعد مركز أشجار الويروود في وستروس، والمكان اللي وقَّع فيه البشر مع أطفال الغابة ميثاق الهدنة. يمكن يكون ليها دور في المسلسل، لكن لو ده حقيقي فكنت أتمنَّى يذكروا اسمها ولو مرَّة قبل كده. الأكيد إن هيكون ليها دور ما في الكُتب لأنها اتذكرت كذا مرَّة، آخرها في قصة هاولاند ريد قبل ما يحضر دورة المباريات الكُبرى في هارنهال، الحدث اللي التقى فيه ريجار وليانا أول مرَّة.

زي ما توقَّع كتير (الجملة دي هتتكرَّر كتير الموسم ده)، وزي ما عرفنا من تريلر الموسم، چايمي طلع سليم من مواجهته مع مجلس القيادة في وينترفل ومع بران. كان معروف إن تيريون هيدافع عن أخوه، كان معروف إن بِريان هتشهد له، كان معروف إن بران مش هيهتم ومش هيفضحه. تنفيذ كل ده كان حلو، لكن مشهده مع بران كان فعلًا محتاج يكون أطول من كده، لأن تنفيذه إداني إحساس بإنه أداء واجب وبس. اللي عجبني بشكل خاص إن چايمي ما دافعش عن نفسه وقال لدنيرس أبوكي كان وحش مجنون إلخ... لأننا سمعنا القصة بما فيه الكفاية، لكن الأهم إن ده متسق مع شخصية چايمي. لاحظ إنه ما حاولش يدافع عن اللي عمله ولا مرة قبل كده، ولا حاول يبرَّر لند ستارك، وما حكاش اللي حصل أصلًا إلا سرًّا لتيريون أو في ظرف خاص زي مشهده في الحمام مع بِريان.

لكن بتساءل: بران عارف دلوقت إن چايمي قد يكون مهم في المعركة اللي جاية. هل من الناحية القتالية رغم إن چايمي ما عادش المحارب القدير اللي كانه؟ هل فيه دور هيلعبه ضد ملك الليل؟ هل هو اللي هيقتل ملك الليل؟ (التعبير اللي استخدمه تورموند King Killer ممكن يكون إشارة لده). في جميع الأحوال، بران عارف ده دلوقت أو بيتكهَّن بيه بعد ما أصبح الغُداف ذو الثلاثة أعيُن، لكنه ما كانش يعرفه وهو لسا براندون ستارك، فبتساءل ليه ما قالش لحد قبل كده اللي عمله چايمي، وليه ما فضحهوش هو وسرسي وقت حرب الملوك الخمسة؟ في الكُتب بران مش فاكر وقع من البرج إزاي، غالبًا لأن الغُداف (الغُراب في الكُتب) تلاعب بذاكرته. ما هياش نقطة محوريَّة لكن جات على بالي.

إذن اتَّضح إن ما فيش مؤامرة بين تيريون وسرسي، ما فيش اتفاق سري. الموضوع ببساطة إن تيريون كان غبي لأسباب تطلبتها الحبكة فقط علشان حاجات معيَّنة تحصل، مش بناءً على أي دراما حقيقية في شخصيته. ما علينا. الحوارات بينه وبين چايمي كانت ممتازة في الحلقة دي، وعن نفسي كنت أتمنَّى تايوين لانستر يكون موجود دلوقت، مش علشان السبب اللي ذكره تيريون، علشان كنت أحب فعلًا أشوف كان ممكن يواجه الوايت ووكرز إزاي في السيناريو ده. على كل حال، أنا مبسوط نوعًا إن تيريون بدأ يرجع أخيرًا للفورمة القديمة، وإن الديالوج بتاعه اتطوَّر وبيقول حاجات ليها معنى رغم بساطتها الظاهريَّة. تيريون اللي نعرفه، تيريون الحقيقي، أكثر حاجة مميَّزة فيه هي عقله، وأظن إنه في لحظةٍ ما ممكن يتوصَّل إلى حلٍّ ما لمشكلةٍ ما بناءً على الحكاية اللي حكاها له بران.

عارف إن فيه ناس عندها مشكلة مع مشهد آريا وجندري، غالبًا لأننا نعرف البنت من وهي طفلة، لكن في سياق العالم الداخلي وبمقاييس العصور الوسطى في عالمنا الموضوع منطقي تمامًا، ولو إن المشهد فكَّرني بمشهد سخيف مشابه في النسخة المطوَّلة من «Independence Day» الشخصيَّات اللي فيه مراهقة برضه. وبالمناسبة، اللي قرأ فصل اسمه «Mercy» من «رياح الشتاء» على مدوَّنته من سنتين تقريبًا هيلاقي الكلام ده هيِّن مقارنةً باللي مكتوب، خصوصًا إن آريا في الكُتب ما زالت طفلة، لكن -مرة تانية- دي طبيعة العالم في وستروس، وكانت طبيعته في أوروپا وغيرها في العصور الوسطى.

سانزا أصبحت شخصيتي المفضلة رقم 2 بعد چايمي. ما كنتش متوقِّع ده يحصل، خصوصًا إني مش بحب صوفي ترنر إطلاقًا، وبكره سانزا وفصولها في الكُتب، لكن ده اللي حصل. مبسوط فشخ إن مشهدها مع دنيرس ما انتهاش بالاتفاق، والمشهد بشكل عام عجبني لأنه فيه روح المسلسل الأصليَّة -زي أغلب الحلقة- إن كل شخصيَّة ليها وجهة نظر تستحق أخذها بعين الاعتبار على الأقل. كمان معترف بإن لقاءها بثيون كان مؤثِّر رغم إني بطَّلت أهتم بأي حاجة ثيون... ثيون اللي وصل وينترفل من كينجز لاندنج خلال يومين... الحبكة عايزاه يكون في المعركة بأه.

مشهد داڤوس مع البنت الصغيرة. حقيقي ما كانش فيه داعي يكون على وش البنت حرق علشان تفكَّر داڤوس أو تفكَّرنا كمشاهدين بشيرين باراثيون. أي طفلة كانت هتخلِّي الرابط يتداعى إلى عقولنا في الحال. ما فيش داعي تحشر المعلومة حشرًا في زوري يا كوجمان!

أنا بكره ليانا مورمونت، بكرهها بكرهها بكرهها! موتي بأه يعلن أم تناحتك!

مشهد آريا مع ساندور ودونداريون ما لهوش أي لازمة. أداء واجب ومجرَّد إنهم يعملوا علامة صح على الشخصيَّات اللي لازم تظهر في الحلقة.

جميل مشهد چون وسام وإد فوق أسوار وينترفل، كأنه مشهد من أيامهم الخوالي فوق الجِدار. سعيد بظهور جوست أخيرًا، لكن بما إنهم بيعملوا fan-service فكان المفروض عليهم يورُّونا لقاء چون بيه بعد رجوعه، وكنت أحب أشوف جوست هيتصرَّف في وجود التنانين إزاي. هل جوست هيكون في المعركة؟ روب ستارك كان بيحارب وجراي ويند معاه، لكن جوست ما كانش في معركة النَّغِليْن (لأسباب إنتاجيَّة؟). جوست لو مات أنا هزعل عليه أكتر من أي شخصيَّة تانية.

مشهد تنصيب بِريان فارس هو الأفضل في الحلقة طبعًا بإجماع الجميع. عجبني جدًّا الطابع المسرحي للمشهد، من الإضاءة رغم خفوتها للوكيشن الواسع اللي بيدِّيك انطباع إنهم على خشبة مسرح فعلًا، لتمثيل جويندلين كريستي، للطابع الشيكسپيري الكلاسيكي للقَسم، مع الموسيقى الجميلة، حتى التصفيق في النهاية. اللي قرأ الروايات، «وليمة للغِربان» بالذات هيعرف ليه المشهد ده مهم، ومتوقَّع بل ومنتظَر.

بالمناسبة، بوجود چايمي وبِريان في مكان واحد دي أول مرَّة يرجع فيها سيف ند ستارك إلى وينترفل من وقت ما سابها.

في مشهد چون ودنيرس عجبني تمثيل إميليا كلارك أكثر من قبل كده (بحبَّها والله لكن هي ممثلة متوسِّطة المستوى)، لكن زي ما توقَّعت وتوقَّع كتير وصول الوايت ووكرز حال دون الخوض في الحوار. الحلو هنا برضه إن لكل واحد فيهم وجهة نظر تستاهل تفكَّر فيها شوية، وجهة نظر مبنيَّة على شخصيته وأسسها ودوافعها.

المشهد الأخير هو المشهد الختامي المثالي للحلقة، استعدادًا للحلقة الأطول في تاريخ المسلسل، والمعركة الأكبر في تاريخ التليفزيون والسينما (على حد زعمهم). الحلقة كانت ختام مناسب جدًّا لقصة كذا شخصيَّة. چورا مورمونت قصته اكتملت: تخلَّى عن فكرة إنه يكون الشخص الأقرب لدنيرس، نال العفو أو الوفاق من بنت عمه، معاه سيف ڤاليري زي السيف اللي كان مفروض يورثه، أخيرًا هيقاتل تكريمًا لذكرى أبوه. چايمي قصته اكتملت: تخلَّى عن سرسي تمامًا ومدين بالولاء لملكة ثانية، نال العفو عن جرائمه، جاهز يحارب كجندي في جيش بعد ما كان قائد جيوش. سام تخلَّى عن جُبنه تمامًا. جراي وورم بيخطَّط للمستقبل مع ميسانداي، وهو معناه إن حد فيهم هيموت، غالبًا هو إن لم يكن هي كمان. (راجع الحوار الحميم الأخير بين روب وتاليسا قبل المذبحة). بِريان قصتها اكتملت: وفت بوعدها لكاتلين ستارك، أصبحت الفارس المرأة الأول في تاريخ الممالك السبع على حد علمنا، هتحارب في سبيل قضية نبيلة أكبر من الملوك مش لمجرَّد ملك زي رنلي. باختصار، فيه شخصيَّات مش فاضل حاجة تعملها غير إنها تموت، لأنها اكتملت دراميًّا.

بالنسبة لخطة الدفاع فأنا متغاظ. أولًا لأنهم لسا بيتناقشوا فيها دلوقت قبل ساعات من وصول العدو، وثانيًا لأن ما فيش أي ذكر برضه للتنِّين اللي مع ملك الليل واستعدادهم لمواجهته. اللي أعرفه ومتأكِّد منه إن الواقع هيخالف الخطَّة تمامًا لأن دي تيمة متكرِّرة في روايات مارتن، خصوصًا في ما يتعلَّق بالمعارك. طبعًا تكرارهم 4 مرات تقريبًا الكلام عن أمان الاختباء في السراديب معناه إن دي آخر حاجة ممكنة. على حسب قدرات ملك الليل، لكن فيه احتمال إنه يكون قادر على تحريك الموتى اللي في السراديب، وده معناه إن الخطر هيكون من الخارج والداخل. هل المشهد اللي آريا بتهرب فيه في التريلر، تكون بتهرب من جثة أبوها بدون رأس؟ أو من جثة ريكون؟

هل دافع ملك الليل فعلًا هو القضاء على الحياة بالكامل ولا ده مجرَّد تكهُّن من بران؟ في الحلقة دي اتعرَّفنا على حدود معيَّنة لقدرات بران. هل لو هو ده الهدف فعلًا فهو مُرضي؟ عن نفسي عمري ما حبيت فكرة إن غاية الشرير الأكبر هي القضاء على البشر، خصوصًا في أفلام السوپر هيروز، وحتى في «The Lord of the Rings»، لأن بعد كده إيه؟ أتمنَّى يكون الهدف مش مقتصر على ده. وعلى كل حال حتى لو قضى على وستروس كلها، فإسوس وغيرها موجودة، والوايت ووكرز -زي ما قالوا لنا- مش بيعدُّوا البحر... إلا إذا لو اتعلموا الإبحار.

أجمل ما في الحلقة طبعًا هو الأغنيَّة. في الكُتب البيت الأول منها فقط مذكور في «عاصفة السيوف»، أما الباقي فمكتوب للمسلسل. الأغنية فعلًا حلوة وحزينة سواء بصوت پودريك أو بصوت فلورنس. فكَّرتني بأغنية پيپين لدنيثور في «The Return of the King» قبل حصار ميناس تيريث. چيني من الشخصيَّات اللي بنسمع عنها في الكُتب، وفيه تخمين إنها ماتت في نفس حريق (قلعة الصيف) اللي ريجار تارجاريَن اتولد خلاله، نفس الحادثة اللي مات فيها السير دنكان الطويل وإجون تارجاريَن الخامس (إج)، البطلين اللي اتسمِّت على مغامراتهم مجموعة من الروايات القصيرة لمارتن بنفس عنوان الحلقة. هنا ممكن تلاقي محاولة مني لترجمة الأغنية بشكل غير حرفي. كمان المونتاچ اللي مع الأغنية فكَّرني بالحلقات الأولى من «Lost» اللي عادةً ما كانت بتنتهي بالشكل نفسه.

فيه حاجتين غاظوني بشكل خاص. الأولى لما داڤوس بيقول إنه ابتعد عن الحروب لحد معركة النَّغِليْن، كأنه ما تسلَّلش لستورمز إند في وقت الحرب بالسمك والبصل لستانيس، وكأنه ما شاركش في معركة بلاكووتر وابنه مات فيها وكان هيغرق وفضل في البحر من غير أكل أو شرب أيام. لكن آه، المعركة اللي شارك فيها 10 دقايق هي اللي غيَّرته. الأنكى إن تيريون بيجيب سيرة نجاته من معركة بلاكووتر بعدها!

الحاجة الثانية تغيظ بشكل خاص لقرَّاء الكُتب، لما تيريون بيقول إن الشماليِّين فاكرين آخر مرَّة تارجاريَن جاب فيها تنانين الشمال. الحقيقة إن ما حصلش حاجة! آخر مرة ده حصل كانت زيارة من الملك چهيرس  الأول والملكة أليسين ومعاهم 6 تنانين ونزلوا في ضيافة اللورد ألاريك ستارك. وقبل كده لما الملك تورين ستارك ركع لإجون تارجاريَن ما حصلش أي قتال، والتنانين ما دخلتش الشمال أصلًا. فتيريون جايب الكلام ده منين مش عارف، لأنه مش مبني حتى على أي حاجة اتقالت قبل كده في المسلسل.

إجمالًا الحلقة حلوة فعلًا، وفكَّرتني بالمسلسل في مواسمه الأولى.

الاثنين، 22 أبريل 2019

أغنية چيني


ترجمة غير حرفيَّة لهشام فهمي


عاليًا في أبهاء الملوك الخالين
كانت چيني تَرقُص مع أشباحها
الذين فقدَتهم والذين وجدَتهم
والذين كانوا أكثر مَن أحبَّها

مَن رحلوا منذ أزمنةٍ طويلة
لم تَعُد تَذكُر أسماءهم
وقد راحوا يُدوِّرونها على الأحجار العتيقة البَليلة
فطردوا ما في نفسها من حزنٍ وألم

ولم ترغب لحظةً في الرحيل، لم ترغب لحظةً في الرحيل
لم ترغب لحظةً في الرحيل، لم ترغب لحظةً في الرحيل

رقصوا طيلة النهار وحتى توغَّل الليل
عبر الثلوج التي تغمر الفِناء
من شتاءٍ إلى صيفٍ إلى شتاءٍ جديد
إلى أن تداعَت الجُدران وأدركَها الفَناء

ولم ترغب لحظةً في الرحيل، لم ترغب لحظةً في الرحيل
لم ترغب لحظةً في الرحيل، لم ترغب لحظةً في الرحيل


الأربعاء، 17 أبريل 2019

چون أوليڤر يكتب عن محمد صلاح



مو صلاح إنسان أفضل من لاعب كرة قدم، مع العلم أنه أحد أفضل لاعبي كرة القدم في العالم.



ستلقى صعوبةً في العثور على رياضي محترف في أيِّ رياضة لم يتأثَّر بنجاحه ومكانته مِثل مو، وهذا شيء مُدهش، لأنني لا أتخيَّلُ نوع الضغط الذي يتعرَّض إليه مقرونًا بالمحبَّة الشديدة التي ينالها. مو نموذج أيقوني للمصريِّين ومشجِّعي ليڤرپول والمسلمين في جميع أنحاء العالم، وعلى الرغم من هذا يُعطي الانطباع بأنه رجل متواضع خفيف الظِّل مراعٍ للآخرين، لا يأخذ شيئًا من هذا بجديَّة أكثر من اللازم.
كلاعب كرة قدم يلعب مو بابتهاجٍ مُعدٍ. لطالما تساءلتُ عن شعوري لو كنتُ قادرًا على اللعب ببراعته، ولمَّا تُشاهد وجهه يُشرق حين يفعل شيئًا مُدهشًا ينتابك إحساس مطمئِن بأن الأمر بالمتعة التي تُريدها بالضبط.
إنني أحبُّه للغاية.



من قائمة مجلة «TIME» لأكثر 100 شخصية مؤثِّرة في العالم لعام 2019.

الثلاثاء، 16 أبريل 2019

ملاحظات على الحلقة الأولى من «Game of Thrones»

الموسم الأخير، الحلقة الأولى، «Winterfell»



أظنها أفضل حلقة أولى حصلنا عليها من كذا سنة، يمكن من وقت الموسم الرابع.

المقدِّمة الجديدة الأول. فشيخة! حد كان متوقِّع أقل من كده؟ ودلوقت بدل ما كانت فيه مشاهد تاريخية معروضة على الأسطرلاب زي ثورة روبرت، أصبحت فيه مشاهد من القصة الحالية، زي سقوط الجدار والزفاف الأحمر والمذنَّب. المقدِّمة الجديدة محدودة زي ما القصَّة رغم إنها كبرت جدًّا أصبحت محدودة.

إحنا متعوِّدين على كل حال إن كل الحلقات الأولى في المسلسل بطيئة إلى حدٍّ ما، مجرَّد تمهيد ورص لقطع اللعبة في أماكنها على اللوحة مع بداية كل شوط. فيه ناس شايفة إن الحلقة ما حصلش فيها حاجة تقريبًا، وده مش صحيح، بالعكس الحلقة حصل فيها كذا حاجة مهمَّة، لكن يمكن علشان ده الموسم الأخير، وإن توقُّعاتنا إن كل حلقة لازم تبقى مشحونة على آخرها بكل الحاجات المهمة، فده اللي مدي انطباع إنها حلقة تقليديَّة. أضِف لده فكرة انسحاب عنصر المفاجأة اللي متعوِّدين عليه من البداية، مقابل إن أغلب اللي هيحصل متوقَّع بشكل أو بآخر، لأن بطبيعة الحال الخيوط الرئيسية للقصة أصبحت معدودة، والحبكة أصبحت بتدور في نطاق ضيق جدًّا منحصر في مكانين أو ثلاثة، ومصاير الشخصيات وتخمينات النهاية قُتلت كلامًا. أخشى إن ما فيش مفر من ده غير إن على الأقل الحاجات المتوقَّعة كلها تتقدم لينا بشكل لائق، مش مجرَّد تتقدِّم وخلاص ما داموا عارفين إننا كده كده متوقِّعينها.

خُد مثلًا ركوب چون سنو التنِّين. المشهد بصريًّا عظيم ومتنفِّذ بحرفيَّة عالية. عن نفسي استمتعت بالموسيقى والمناظر الطبيعية اللي صوَّروا فيها، لكن لأن كلنا كنا عارفين إن چون هيركب التنِّين المتسمي على اسم أبوه، ولأن سياق المشهد كان خفيف تمامًا فما كانش في الموضوع أي tension، مش زي المشهد اللي ركبت فيه دنيرس دروجون للمرة الأولى. كلنا عارفين إن چون هيركب، وإن التنِّين هيتقبَّله. اللي ما يعرفش ده المفروض يبقى دنيرس نفسها، اللي المفروض إنها عارفة تاريخ التنانين -راجع هدية چورا مورمونت لها في زفافها على دروجو- وعارفة إن أصحاب الدماء الڤاليرية فقط هم اللي يقدروا يركبوا التنانين، وعلى حد علمها چون وستروسي شمالي 100%، فبالتالي المفروض تكون عارفة إن النتيجة الواقعية الوحيدة إن فعلًا باي باي چون سنو! زد على ده إنها مش بتتفاجئ ولا بتبدي أي دهشة لما چون ينجح فعلًا. كانت عندهم فرصة يثيروا التساؤلات في نفس دنيرس، تمهيدًا لمعرفتها الحقيقة.

مشهد معرفة چون الحقيقة من سام كلنا كنا منتظرينه بالفعل، لكن في الحالة دي سياق المشهد والتنفيذ كانوا ممتازين. أولًا تسليط الكاميرا على وش چون ورد فعله اختيار ذكي من المخرج. الأفضل إن سام راح قال له، لأن في اللحظة دي مش المهم إن بران قال إن الوقت جه، ولا المهم إن چون لازم يعرف الحقيقة لمجرد إنه لازم يعرفها، المهم إن چون يعرف حقيقة دنيرس أكتر من حقيقة نفسه. الإفصاح بالمعلومة مبني كله على رد فعل سام على إعدام أبوه وأخوه، إن من وجهة نظره الملكة دي متوحشة، وما هياش زي چون، مش هتتنازل عن التاج في سبيل شعبها. سام عارف إن چون هيكون ملك صالح، بغض النظر عن رأي چون نفسه.

قصة دنيرس كلها مبنيَّة على إنها الأحق بالحكم، ده كل الدافع بتاعها اللي بيحرَّكها من البداية تقريبًا، على الأقل من بعد موت ڤسيرس، فهيكون مثير للاهتمام نشوف رد فعلها على الحقيقة، وهل هيكون فيه توتُّر في العلاقة بينها وبين چون ولا لأ. التخمين الأقرب للواقع هو إن آه، هيكون فيه توتُّر لكن وصول العدو هيزيح كل ده على جنب، ولاحقًا مش هيضطرُّوا لمواجهة مشكلة الحكم أصلًا لأن واحد منهم على الأقل هيموت. دي برضه من مشاكل إنك تبقى متوقِّع المسار رايح على فين. على العموم عاجبني فتح نقاش إن چون ركع لدنيرس علشان بيحبها، لأنه بالفعل عمل كده بعد ما قالت إنها هتحارب معاه. يمكن لقاها فرصة للتخلص من عبء الحكم اللي هو ما كانش راغب فيه أصلًا. كان الخط ده هيكون أجمل لو كان فيه كيميا كفاية بين كيت هارينجتون وإميليا كلارك. أنا شايف إنها أفضل شوية عما كانت قبل كده، لكن شوية صغيرة مش مخلياهم مقنعين، خصوصًا لما المسلسل يدينا لحظة cute فما يلاقيش إلا إعادة صياغة كلام چون وإيجريت قبل مشهد الكهف، مشهد كانت فيه الكيميا بين الممثلين أعلى بكتير.

يمكن تعامل دنيرس المتعالي مع الشماليِّين من منطلق استحقاقها تكون الملكة، مع لمسة القسوة اللي إحنا عارفينها منها، كونها سبق وأعدمت ناس كتير، منهم بالحرق، وكان منهم ناس تقدر تعفو عنهم، زائد إن ممكن يحصل صدام بينها وبين چون، يكون تمهيد لأن العدو الأخير يكون دنيرس نفسها مش سرسي. ده مجرَّد تخمين، لكن ممكن يكون اتجاه جيد لو اتعالج بجودة.

المتوقَّع كمان كان كل الشخصيات اللي بتلتقي للمرة الأولى من زمان. كلها مشاهد كويسة في رأيي، خصوصًا چون وآريا.

لازم أقول إن يورون جرايچوي عاجبني أكتر المرة دي. الحقيقة مشهده مع يارا كان ظريف فعلًا، ولو كانوا لسا بيخصَّصوا وقت كفاية لتطوير الشخصيات زي زمان كنت هستمتع بكلامه معاها، وفكرة إن يورون على جبروته إنسان وحيد مالوش أصدقاء ومش لاقي حد يتكلِّم معاه إلا أسيرته. كان هيبقى تطوير كويِّس لشخصية يارا برضه، لكن طبعًا ما فيش وقت للحاجات الصغيرة دي دلوقت.
الممثِّل اللي عامل يورون فيه كيميا حلوة بينه وبين لينا هيدي. هل سرسي هتستغل يورون وتعلن إنه أبو طفلها؟ هل هي حامل أصلًا؟ مش هنقيس بشربها النبيذ لأنهم مش في عالم متقدِّم طبيًّا. لاحظ لحد الخمسينات الحوامل كانوا بيدخَّنوا ويشربوا عادي. وعلى سيرة سرسي، أنا فعلًا فعلًا مش شايفها ملكة مجنونة بأي شكل! متوحشة وقاسية؟ أكيد، لكن مجنونة لأ. لكن ده ما يعنيش إنها مش الملكة الغبية، لأنها مش مدركة إن لو الموتى انتصروا في الحرب فكل اللي ماتوا هيكونوا جزء من جيشهم، بما فيهم التنانين! أما إن برون يقتل تيريون أو چايمي فإحنا عارفين إن ده مش هيحصل.

طبعًا كان نفسي أشوف أفيال زي ما في الكُتب لكن واضح إن الميزانية ما كفِّتش، ولا كفِّت جوست حتى! مش مشهد لقاء چون وجوست حاجة كلنا مستنيِّينها؟ مع كل الـfan service اللي بيعملوها وبرضه مفيش جوست؟

رغم إن ثيون أنقذ أخته بسهولة تامة (حد لاحظ الواد بتاع «It's Always Sunny in Philadelphia» في المشهد ده؟) فأنا حقيقةً ما عدتش مهتم باللي بيعمله ثيون من موسمين على الأقل، ولا يارا الحقيقة. يمكن كويس إن مش كل قصته الموسم ده إنه ينقذ أخته، فهنشوف بالمنظر ده ممكن يخلُّوه يعمل حاجة مهمة ولا إيه.

مش عايز أتكلِّم عن تيريون لأن اللي عملوه في شخصيته عيب فعلًا. Shame عليهم إن تيريون يتحوِّل لمجرَّد واحد بيقول نكت أو يكرر كلام اتقال قبل كده مرَّات ومرَّات. الكلام نفسه ينطبق على ڤارس وعلى داڤوس. الشخصيَّات دي أصبحت مخصيَّة دراميًّا.

جميل إنهم فتحوا مسألة المؤن اللي تكفِّي أعداد الجيوش دي كلها، لكن أنا والله متأكِّد إن دي هتكون أول وآخر مرة تتفتح فيها.

مشهد ند أومبر رائع، وده عنصر الرعب الخالص اللي المسلسل قلَّما قدمه قبل كده.
ليانا مورمونت بقت بتنرفزني فعلًا. كفاية عليها كده لأنها شخصية مستفزة وسبب وجودها الوحيد إن فيه شريحة كبيرة من الجمهور بتحبها.

أخيرًا، عجبني تشابه لقطات مع لقطات من الحلقة الأولى، زي وصول الملك(ة) وينترفل مع نفس الموسيقى، برون وتيريون وسط مجموعة من العاهرات، الطفل الصغير اللي هو مزيج بين بران وآريا لحظة وصول الموكب، چون وند عند شجرة الويروود، رموز الوايت ووكرز، السراديب، إلخ...

مقتطف من ترجمة غير منشورة لـ«سيِّد الخواتم»

چ. ر. ر. تولكين، «سيِّد الخواتم: رفقة الخاتم» واصَلوا الحركة، ولم يمضِ وقت طويل حتى تكلَّم جيملي، الذي يملك عينيْن ثاقبتيْن في ا...