الخميس، 16 أبريل 2020

مقتطف من ترجمة غير منشورة لـ«سيِّد الخواتم»


چ. ر. ر. تولكين، «سيِّد الخواتم: رفقة الخاتم»

واصَلوا الحركة، ولم يمضِ وقت طويل حتى تكلَّم جيملي، الذي يملك عينيْن ثاقبتيْن في الظلام، قائلًا: "أعتقدُ أن أمامنا ضوءًا، لكنه ليس ضوء النهار، فلونه أحمر. تُرى ماذا يكون؟".
تمتم جاندلف: "عجبًا! أهذا ما كانوا يعنونه؟ أن الأدوار السفلية مشتعلة؟ لكن ليس أمامنا إلَّا المضي قُدمًا".
بعد قليلٍ أصبح الضوء واضحًا، وتمكَّن الجميع من رؤيته يتوهج ويتذبذب على جدران الممر البعيدة. صارَ بإمكانهم الآن أن يروا طريقهم منحدرًا أمامهم، وبعده بمسافةٍ قصيرة مدخل مقنطَر منخفض، يأتي منه الضوء المتَّقد، وبدأت سخونة الهواء تلفحهم بالفعل.
حين وصلوا إلى المدخل تقدَّم جاندلف مشيرًا لهم بالانتظار، ومع وقوفه بعد الفتحة مباشرةً، رأوا ضوًا أحمر ينعكس على وجهه.
ثم إنه تراجع بسرعة، وقال: "ثمَّة حيلة شيطانية جديدة معدَّة لاستقبالنا دون شك، لكني أعرفُ أين نحن الآن، فقد بلغنا العُمق الأول، المستوى الواقع تحت البوابات مباشرةً. هذه قاعة موريا القديمة الثانية، والبوابات قريبة هناك عند الطرف الشرقي إلى اليسار، على بُعد أقل من رُبع ميل. بعد ذلك نعبر الجسر ونرتقي درجًا واسعًا، ثم نسير في طريقٍ متسع عبر القاعة الأولى، ثم إلى الخارج. لكن تعالوا وانظروا!".
اختلسوا النظر، ورأوا أمامهم قاعة أخرى غائرة، أبهى وأطول كثيرًا من تلك التي ناموا فيها، وأنهم قريبون من طرفها الشرقي. تمتدُّ القاعة غربًا في الظلام، وفي منتصفها صفٌّ مزدوج من الأعمدة الشاهقة المنحوتة مثل جذوع أشجارٍ ضخمة، تدعم أغصانها السقف بزخارف من الصخر، قواعدها ملساء سوداء، إلَّا أن وهجًا أحمر ينعكس داكنًا على جوانبها. بين قاعدتي عمودين ضخمين كان شق كبير قد انفتح، ومنه جاء الضوء الأحمر الضاري، وبين الحين والآخر تضرب ألسنة اللهب الحافة وتلتفُّ حول قواعد الأعمدة، فيما ترتعش خيوط الدخان الأسود في الهواء الساخن.
قال جاندلف: "كنا سنعلق هنا لو جئنا من الطريق الرئيس من القاعات العليا. لنأمل أن النار تفصل بيننا وبين المطاردين. هيا! ليس هناك وقت نضيِّعه!".
سمعوا بينما يتكلَّم دقات الطبول التي تتبعهم تتردَّد من جديد: دوم، دوم، دوم! ومن بعيدٍ وراء الظلال، عند طرف القاعة الغربي، سمعوا أصوات الصياح والأبواق.
دوم، دوم!
وبدا كأن الأعمدة ترتعش واللهب يهتزُّ...
قال جاندلف: "والآن السباق الأخير! إذا كانت الشمس لا تزال مشرقة في الخارج، فبإمكاننا الهرب. اتبعوني!".
انعطفَ يسارًا، وأسرع عابرًا أرضية القاعة الملساء. كانت المسافة أكبر مما بدت، وبينما يركضون سمعوا صدى أقدامٍ عديدة تهرع وراءهم، ودوَّت صيحة خشنة إذ لمحَهم مطاردوهم، وتردَّد وقع رنَّان لاصطدام شيءٍ صُلب بشيءٍ صُلب، ومرَّ سهم صافرًا في الهواء فوق رأس فرودو مباشرةً.
ضحك بورومير قائلًا: "لم يتوقعوا هذا. النار قطعت طريقهم. نحن على الجانب الخطأ!".
صاح جاندلف: "انظروا أمامكم! الجسر قريب، لكنه خطِر وضيِّق".
فجأةً رأى فرودو أمامه هوَّة سوداء، وفي أقصى القاعة اختفت الأرض في عُمقٍ لا يمكن تخمينه. كان الوصول إلى الباب الخارجي ممكنًا فقط عن طريق جسرٍ صخري رفيع ليس له حاجز، ويمتدُّ مقوَّسًا مسافة خمسين قدمًا فوق الهوَّة. كان دفاعًا قديمًا بناه الأقزام ضد أي عدو قد يحتلُّ القاعة الأولى والممرات الخارجية، وبإمكانهم عبوره في صفٍّ مفرد فقط.
عند الحافة توقف جاندلف وجاء الآخرون متجمِّعين خلفه، فقال: "تقدَّمنا يا جيملي، وبعدك پيپن ومِري. إلى الأمام مباشرةً، ثم اصعدوا الدَّرج وراء الباب".
سقطت السهام بينهم، وأصاب أحدها فرودو وارتدَّ عنه، واخترق آخر قبعة جاندلف وعلق فيها كريشةٍ سوداء. نظر فرودو وراءه، ورأى خلف النار أجسامًا سوداء تتجمع، وبدا أن هناك مئاتٍ من الأورك يلوِّحون بحرابٍ وسيوفٍ معقوفة تتوهج حمراء بلون الدم في ضوء النيران.
دوم، دوم! دوَّت دقات الطبول واقتربَت أكثر فأكثر. دوم، دوم!
دارَ ليجولاس وثبَّت سهمًا في الوتر، على الرغم من بُعد المسافة بالنسبة إلى قوسه الصغير، إنه ثم سحبَ، لكن يده اهتزت وسقط السهم على الأرض. أطلق صيحة يأسٍ وخوف، فقد ظهر ترولَّان ضخمان يحملان لوحين كبيرين من الصخر، وضعاهما أرضًا ليشكِّلا معبرين فوق النار. على أن التروليْن ليسا ما أفعم قلب الإلف بالهلع، إذ انفتحت فجوة وسط كتائب الأورك، وتلملَموا مبتعدين كأنهم هم أنفسهم خائفون. شيء ما كان آتيًا من ورائهم، شيء مجهول الماهية، مثل ظلٍّ كبير يحتوي في داخله هيئة مظلمة، هيئة رجلٍ ربما، لكن أكبر حجمًا، تبدو كأن في داخلها وأمامها القوة والهلع مجتمعان.
بلغَ الشيء حافة النار، فخفت الضوء كأن سحابة خيَّمت عليه، ثم اندفع عبر الشق. هدر اللهيب تحيَّة له وتلَّوى حوله، وتصاعد دخان أسود في الهواء، وتوهج عُرفه المنساب وتأجج من خلفه. بيمينه يمسك سيفًا كلسانٍ من نار، وبيساره سوطًا شائكًا.
قال ليجولاس مبهوتًا: "يا للسماوات! إنه بالروج! بالروج آتٍ!".
حدق جيملي بعينين متسعين صائحًا: "لعنة دورين!".
ثم ترك فأسه تسقط من بين أصابعه، وغطى وجهه بيديه.
وتمتم جاندلف: "بالروج. الآن فهمت"، ثم إنه ترنَّح، فاستند بقوة إلى عصاه قائلًا: "يا له من حظ عاثر! وأنا متعب بالفعل!".
اندفع الجسم المظلم الذي تجري فيه النيران نحوهم، وهلَّل الأورك وتدافعوا إلى المعبرين الصخريَّين، وعندها رفع بورومير بوقه ونفخ فيه، فدوَّى الصوت المتحدي عاليًا كصيحات مئات الحلوق تحت سقفٍ غائر. جفل الأورك لحظةً وتوقف الظل الملتهب، ثم تلاشت الأصداء فجأة مثل شعلةٍ أطفأتها ريح خبيثة، وتقدم الخصم الناري ثانية.
صاح جاندلف مستجمعًا قوته: "إلى الجسر! اهربوا! هذا عدوٌّ يفوق مقدرة أيٍّ منكم. يجب أن أتمهَّل على الطريق الضيق. اهربوا!".
لم يُبالِ أراجورن وبورومير بأمره، بل ظلَّا حيث هما جنبًا إلى جنب وراء جاندلف على طرف الجسر البعيد، وتوقف الآخرون عند المدخل في آخر القاعة، والتفتوا غير قادرين على ترك قائدهم يواجه العدوَّ وحده.
بلغ البالروج الجسر، ووقف جاندلف في المنتصف متكئًا بيده اليسرى على عصاه، لكن في يده الأخرى تألق سيفه جلامدرينج بنورٍ أبيض باردٍ. توقف خصمه مجددًا في مواجهته، وامتد الظل من حوله كجناحين عظيمين، ثم رفع السوط الذي تعوي أشواكه وتُطقطق، وخرجت النار من طاقتي أنفه، لكن جاندلف وقف ثابتًا وقال: "لا يُمكنك المرور".
تسمَّر الأورك وساد صمت ثقيل، ثم قال جاندلف: "أنا خادم النار السرِّية، حاملا لهب آنور. لا يُمكنك المرور. لن تفيدك النار المظلمة يا لهب أودون. عُد إلى الظلال! لا يُمكنك المرور".
لم يُجبه البالروج، وبدا أن الأتون في داخله يخبو، لكن الظلام امتدَّ وتشعَّب. تقدم ببطءٍ إلى الجسر، وفجأةً رفع نفسه إلى ارتفاعٍ شاهق، وانبسطَ جناحاه من الحائط إلى الحائط، ومع ذلك ظلَّ جاندلف يتألق جليًّا في العتمة، وإن بدا صغيرًا وحيدا تمامًا، عجوزًا محني الظهر كشجرةٍ ذابلة في مستهلِّ عاصفة.
اندفع من قلب الظل سيف أحمر متوهج، والتمعَ جلامدرينج بالأبيض ردًّا عليه.
تردَّد رنين الارتطام وطعنة النار البيضاء، وسقط البالروج إلى الخلف، وطار سيفه متفتِّتًا إلى شظايا منصهرة. تمايل الساحر على الجسر، وتقهقرَ إلى الخلف خُطوةً، ثم ثبت في مكانه مجددًا وقال بصرامة: "لا يُمكنك المرور!".
اندفع البالروج واثبًا بكلِّ قوته إلى الجسر، والتف سوطه وشق الهواء صافرًا.
صاح أراجورن راكضًا عبر الجسر: "لن يمكنه الصمود وحده! إلينديل! أنا معك يا جاندلف!".
واندفع بورومير وراءه هاتفًا: "جوندور!".
في هذه اللحظة رفع جاندلف عصاه وضرب الجسر أمامه بقوة صائحًا بصوتٍ هادر، فتحطمت العصا وسقطت من يده، وارتفعت موجة من اللهب الأبيض تخطف الأبصار. تصدَّع الجسر وتحطَّم عند قدمي البالروج بالضبط، وسقطت الصخور التي يقف عليها في الهاوية، وظلَّ ما تبقَّى منها يهتزُّ بعنفٍ كلسانٍ حجري ممتد في الفراغ.
سقط البالروج مطلقًا صرخة رهيبة، وانغمس ظله في الظلام واختفى، لكن على حين غرَّة، وبينما يسقط، لوَّح البالروج بسوطه، وضربت أشواكه ركبتي الساحر والتفَّت حولهما ساحبة إياه إلى الشفير.
ترنَّح جاندلف وسقط محاولًا التعلق بالصخور بلا جدوى، وانزلق إلى الهاوية صائحًا إذ غاب عن أنظارهم: "اهربوا أيها الحمقى!".

الأربعاء، 15 أبريل 2020

خاتمة «سيِّد الخواتم» الأصليَّة التي قرَّر تولكين حذفها

يقول تولكين في أحد رسائله إنه قرَّر حذف هذه الخاتمة من كتاب «عودة الملك»، بعد أن لاقت رفضًا شديدًا (وكراهيةً) ممن أطلعهم عليها قبل نشر الكتاب، وإن شعر بالندم بعد النشر لعدم إضافتها إلى الكتاب، لأنه رأى أن ختامه بالأطفال الهوبيت أعطى عُمقًا عاطفيًّا جديدًا للقصَّة، خصوصًا أننا لم نرهم إلَّا قليلًا للغاية في بداية «رفقة الخاتم».
لاحقًا نشر كريستوفر تولكين صِيغ الخاتمة المختلفة في كتاب «هزيمة ساورون» من سلسلة «تاريخ الأرض الوسطى»، التي تسرد بالتفصيل عمليَّة كتابة أحداث الأرض الوسطى، والمراجعات والتغييرات العديدة التي اعتاد تولكين إجراءها.


التقطَ سام نفسًا عميقًا، وقال قال: «حسن، لقد عدتُ».
وذات مساءٍ في مارس 1436 (أي بعد خمسة عشر عامًا من رحيل فرودو وبيلبو وجاندلف إلى ڤالينور)، كان السيِّد ساموايز جامچي مسترخيًا إلى جوار النار في حُجرة مكتبه وقد التفَّ الأطفال حوله، وهو ما لم يكن غير معتادٍ على الإطلاق، ولو أن المفترَض أن شيئًا كهذا يعدُّ مناسبةً خاصَّةً دومًا.
كان يقرأ بصوتٍ عالٍ (كما هي العادة) من كتابٍ أحمر كبير موضوع على منضدة، وعلى مقعدٍ إلى جواره تجلس إلانور، الطفلة الحسناء ذات البشرة الأفتح والقوام الأنحف من أكثر فتيات الهوبيت، وتقترب الآن من سِنِي المراهقة.
قالت إلانور والضوء الذهبي الناعم يتراقَص على وجوههم: «أخبِرني، أخبِرني عن لورين يا بابا سام. أما زالت زهرتي تنمو هناك؟».
- «لا أرى سببًا يمنع يا إلي. إنني لم أرتحل ثانيةً كما تعلمين، لأن عليَّ العناية بكم أيها الصغار. ما زال كِليبورن قاطنًا هناك بين أشجاره وإلفيِّيه، لكني لم أعد أشتاق إليها كثيرًا الآن وأنتِ هنا لأنظر إليكِ».
- «لكنني لا أريدُ أن أنظر إلى نفسي يا بابا سام. أريدُ أن أنظر إلى أشياء أخرى. أريدُ أن أرى تلَّ آمروث حيث التقى الملك وآروِن، والأشجار الفضِّيَّة، وزهرة النِّفرديل البيضاء الصَّغيرة، وزهرة الإلانور الذهبيَّة في العُشب المخضر دومًا. وأريدُ أن أسمع الإلفيِّين يُغنُّون».
- «قد تسمعينهم يومًا ما يا إلانور. لقد قلتُ الكلام نفسه حين كنتُ في سنِّكِ وبعدها بزمنٍ طويل، ولم يبدُ أن هناك أملًا، إلَّا أنني رأيتهم وسمعتهم».
- «كنتُ أخشى أن يرحلوا جميعًا يا بابا سام، فعندها لن يبقى أحد منهم هنا على الإطلاق، وهكذا تُصبح الأماكن كلها مجرَّد أماكن، و...».
- «وماذا يا إلانورِل؟».
- «وكان الضوء ليخبو».
- «لن يخبو الضوء قريبًا، والآن وقد فكَّرتُ في الأمر، فلا أظنُّ أنه سيخبو تمامًا أبدًا بما أنني حظيتُ بكِ لأتكلَّم معكِ، إذ يبدو لي الآن أن بإمكان الناس تذكُّر ما لم يروه»، وتنهَّد سام مردفًا: «ومع ذلك، لا يُضاهي هذا رؤيته حقًّا مثلما فعلتُ».
قالت إلانور: «كأن تكون في قصَّةٍ حقًّا؟ القصص مختلفة للغاية، حتى عندما تحكي ما حدثَ. ليتني أستطيعُ العودة إلى الأيام الخوالي!».
قال سام: «كثيرًا ما يتمنَّى أمثالنا ذلك. لقد وُلدتِ في نهاية عصرٍ عظيم يا إلانورِل، ولكن رغم أنه انتهى -كما نقول- فالأشياء لا تنتهي بهذه الحدَّة هكذا. الأمر أشبه بغروبٍ شتوي. جميع الإلفيِّين السَّامين تقريبًا رحلوا مع إلروند، لكن ليس الجميع، ومن لم يرحلوا سينتظرون هنا فترةً. والآخَرون الذين ينتمون إلى هنا سيبقون فترةً أطول. ما زالت هناك أشياء يُمكنكِ رؤيتها، وقد ترينها في وقتٍ أقرب مما تأملين».
صمتَت إلانور بعض الوقت قبل أن تتكلَّم ثانيةً قائلةً: «في البداية لم أفهم ما قصدَه كِليبورن حين ودَّع الملك، لكن أظنُّني أفهمُ الآن. كان يعلم أن الليدي آروِن ستبقى، أمَّا جالادريِل فستَترُكه. أظنُّ أن ذلك أحزنَه للغاية، وأحزنَك أنت أيضًا يا بابا سام»، وتحسَّست يدها يده البنِّيَّة، فأطبقَ بها على أصابعها النحيلة، وتابعَت هي: «لأن كنزك رحل أيضًا. إنني مسرورة لأن فرودو صاحب الخاتم رآني، وإن كنتُ أتمنَّى لو أنني أذكر رؤيته».
مقبِّلًا شعرها قال سام: «كان هذا محزنًا يا إلانورِل، كان محزنًا حقًّا، لكنه لم يعُد كذلك. ولِمَ؟ لسببٍ واحد، أن السيِّد فرودو ذهب إلى حيث لا يخبو ضوء الإلفيِّين، ولقد استحقَّ مكافأته. لكنني نلتُ مكافأتي أيضًا، وحظيتُ بالكثير من الكنوز. إنني هوبيت ثري للغاية. كما أن هناك سببًا آخَر سأخبركِ به همسًا، سرًّا لم أُطلع عليه أحدًا من قبل ولا وضعته في الكتاب الأحمر بعدُ. قبل رحيله قال السيِّد فرودو أن وقتي قد يحين. أستطيعُ الانتظار. أظنُّ أن وداعنا لم يكن نهائيًّا. لكنني أستطيعُ الانتظار. هذا القدر تعلَّمته من الإلفيِّين على كلِّ حال. الزمن لا يشغلهم كثيرًا، ولذا أحسبُ أن كِليبورن ما زال سعيدًا بين أشجاره على طريقته الإلفيَّة، فوقته لم يحِن بعدُ، وما زال لم يتعب من هذه الأرض. حين يتعب يُمكنه أن يرحل».
- «وحين تتعب أنت سترحل يا بابا سام، سترحل إلى المرافئ مع الإلفيِّين، وعندها سأذهبُ معك. لن أفارقك كما فارقَت آروِن إلروند».
قال سام مقبِّلًا إياها برقَّة: «ربما، ربما. وربما لا. كثيرون يجدون أنفُسهم في مواجهة خيار لوثيان وآروِن يا إلانورِل، أو شيءٍ أشبه به، وليس من الحكمة الاختيار قبل الأوان. والآن يا غاليتي، أظنُّ أن الوقت قد حانَ للخلود إلى النوم، حتى إذا كنتِ فتاةٍ شهدَت خمسة عشر ربيعًا، كما أن عليَّ أن أتكلَّم مع الأم روز».
نهضَت إلانور ومرَّرت يدها بخفَّةٍ في شعر سام البنِّي المجعَّد الذي بدأ الشَّيب يَخِطه بالفعل، وقالت: «تُصبح على خير يا بابا سام، ولكن...».
- «لا أريدُ تُصبح على خير ولكن».
- «ولكن ألن تُريني إياها؟ هذا ما كنتُ سأقوله».
- «أريكِ ماذا يا عزيزتي؟».
- «رسالة الملك بالطبع. إنها معك منذ أكثر من أسبوع».
اعتدلَ سام في جلسته قائلًا: «بحقِّ السماء! لكم تُكرِّر القصص نفسها! الجزاء من جنس العمل حقًّا. نحن تجسَّسنا على السيِّد فرودو المسكين! والآن يتجسَّس أطفالنا علينا، وإن كنتُ آملُ أنهم لا يقصدون أذًى مثلما لم نقصده. لكن كيف عرفتِ بأمر الرسالة؟».
أجابَت إلانور: «لم تكن هناك حاجة إلى التجسُّس. إذا أردت الاحتفاظ بها سرًّا فأنت لم تتوخَّ الحذر كما ينبغي. لقد وصلَت عن طريق بريد الإقليم الجنوبي مبكِّرًا يوم الأربعاء الماضي، ورأيتك تأخذها. كانت مغلَّفةً بالحرير الأبيض وممهورةً بالأختام السوداء الكبيرة. أيُّ أحدٍ سمعَ حكايات الكتاب كان ليحزر أنها رسالة من الملك. أهي أخبار طيِّبة؟ ألن تُريني إياها يا بابا سام؟».
قال سام: «حسن، ما دمتِ تعرفين الكثير بالفعل فالأفضل أن تعرفي كلَّ شيء. لكن لا مؤامرات. إذا أريتكِ إياها فستنضمِّين إلى جانب البالغين وعليكِ أن تلعبي بالعدل. سأخبرُ الآخَرين لاحقًا. الملك قادم».
صاحَت إلانور: «هنا؟ إلى باج إند؟».
- «لا يا عزيزتي، لكنه قادم إلى الشمال من جديد، وهو ما لم يفعله منذ كنتِ صغيرةً للغاية. لكن منزله جاهز الآن. إنه لن يَدخُل المقاطعة (شاير)، لأنه أمر ألَّا يَدخُل أحد من القوم الكبار هذه الأرض ثانيةً بعد هؤلاء الهمجيِّين (يقصد سارومان وأتباعه)، ولن يُخالف الملك قواعده. لكنه سيركب حتى الجسر، ولقد أرسل دعوةً خاصَّةً جدًّا لكلٍّ منا بالاسم».
ثم ذهبَ سام إلى دُرجٍ وفتحَ قفله وأخرجَ منه ورقة ملفوفة وخلعَ غلافها. كانت الرسالة مكتوبةً في عمودين بأحرُف فضِّيَّة نضيدة على خلفيَّةٍ سوداء، وقد بسطَها سام ووضعَ شمعةً إلى جوارها على المنضدة كي تراها إلانور.
صاحَت إلانور: «يا للروعة!»، ثم إنها أتبعَت: «يُمكنني أن أقرأ اللغة العاديَّة، لكن ماذا يقول الجانب الآخر؟ أظنُّ أنها لغة إلفيَّة، لكنك لم تُعلِّمني منها إلا كلماتٍ قليلة حتى الآن».
- «نعم، إنها مكتوبة بإلفيَّة يستخدمها قوم جوندور العظام. لقد فهمتُ ما تقوله، بما يكفي على الأقل للتأكُّد من أنها تقول الكلام نفسه، مع فرق أنها تُحوِّل أسماءنا إلى أسماء إلفيَّة. اسمكِ واحد على الجانبين يا إلانور لأنه اسم إلفي، لكن فرودو هو إيورهِايل، وروز هي مِريل، ومِري هو جِلير، وپيپين هو كوردوف، وجولديلوكس هي جلورفينيل، وهامفاست هو باراڤورن، ودايزي هي آيرين. والآن تعرفين».
- «رائع! كلُّنا لنا أسماء إلفيَّة الآن. يا لها من نهاية عظيمة لعيد مولدي! لكن ما اسمك أنت يا بابا سام؟ إنك لم تذكره».
أجابَ سام: «إنه غريب نوعًا. إذا كان يجب أن تعرفي، فعلى الجانب الإلفي يقول الملك: السيِّد پِرهِايل الذي يجب أن يُسمَّى پانثِايل، ومعنى هذا ساموايز (النِّصف حكيم) الذي يجب أن يُسمَّى فولوايس (الحكيم الكامل). والآن تعلمين رأي الملك في أبيكِ العجوز».
- «ليس أفضل من رأيي يا بابا سام. لكن الرسالة تقول الثاني من إبريل، بعد أسبوعٍ من اليوم. متى سنتحرَّك؟ علينا أن نستعدَّ. ماذا سنرتدي؟».
قال سام: «عليكِ أن تسألي الأم روز عن هذا. لكننا نستعدُّ منذ فترة، فقد أتانا نبأ الزيارة منذ وقتٍ طويل، ولم نقل شيئًا عنها لمجرَّد ألا يُصيبكم الأرق من فرط الحماسة. عليكم جميعًا أن تبدوا في أبهى صورة. سترتدون ثيابًا جميلةً، وسنركب عربةً».
سألته إلينور: «هل عليَّ أن أنحني مرَّةً أم ثلاثًا؟».
- «مرَّة واحدة تكفي لكلٍّ من الملك والملكة. مع أن الرسالة لا تذكر ذلك لا إلانورِل فأظنُّ أن الملكة ستكون هناك، ولمَّا ترينها يا عزيزتي ستعلمين كيف تبدو السيِّدة الإلفيَّة، مع فرق أن لا واحدة تُعادلها حُسنًا».
بعد أن قبَّلته إلانور وتمنَّت له ليلةً طيِّبةً وغادرَت الحُجرة بدا لسام أن النار خمدَت لدى ذهابها.
كانت النجوم تلتمع في سماءٍ سوداء صافية، إذ إنه اليوم الثاني من النوبة الوضَّاءة الصحوة التي تزور المقاطعة كلَّ عامٍ قُرب نهاية مارس، ويُرحِّب بها الجميع ويُثنون عليها كلَّ عامٍ كأنها مفاجأة الموسم. جميع الأطفال نائمون الآن، والوقت متأخِّر، لكن هنا وهناك ثمَّة أضواء لا تزال تتلألأ في هوبيتون، وفي المنازل المتناثرة في الرِّيف الذي طواه الليل.
وقفَ السيِّد ساموايز خارج الباب ونظرَ شرقًا، وجذبَ السيِّدة روز إليه وطوَّقها بذراعه.
قال: «الخامس والعشرون من مارس! في مثل هذا اليوم منذ سبعة عشر عامًا لم أخال أني سأراكِ ثانيةً أبدًا، لكن أملي لم ينقطِع».
ردَّت: «لم آمل أنا على الإطلاق يا سام، لم آمل حتى ذلك اليوم تحديدًا، وفجأةً أحسستُ بالأمل. كنا قُرب الظهيرة آنذاك، وشعرتُ بسرورٍ بالغ حتى إنني بدأتُ أغنِّي. قالت أمِّي: صمتًا يا فتاة! ثمَّة همجيُّون في الجوار. وقلتُ لها: فليأتوا! قريبًا سينتهي أوانهم. سام عائد... ولقد عدتَ بالفعل».
قال سام: «عدتُ، إلى أحب مكانٍ في العالم كله، إلى حبيبتي روز وإلى حديقتي».
ثم إنهما دخلا وأغلقَ سام الباب، ولكن بينما يفعل هذا سمعَ فجأةً، وبصوتٍ عميق غير مكتوم، تنهيدة البحر وخريره على شواطئ الأرض الوُسطى.

النهاية

الأحد، 12 أبريل 2020

عن «الإنفلونزا الإسپانيَّة» في مصر

خلال الأسبوع الماضي، وبينما استقرَّ الوباء في سياقاتٍ مختلفة في أنحاء العالم، وجدتُ نفسي أحكي قصَّة «الإنفلونزا الإسپانيَّة» في مصر، جزئيًّا لأن شيئًا من الانتقاد قد وُجِّه إلى الطريقة التي تعاملت بها الحكومة المصريَّة الحاليَّة مع الوباء، وهو ما سبَّب بعض التساؤلات عن كيفيَّة التعامل مع مواقف مشابهة سابقة.



ماذا كانت «الإنفلونزا الإسپانيَّة»؟
أولًا، لنتذكَّر جميعًا أنها سُمِّيَت الإنفلونزا الإسپانيَّة، لأن صحافة إسپانيا غير الخاضعة للرقابة كانت أول من كتب عن طبيعة الڤيروس غير المعتادة في ربيع 1918. لم يظهر الڤيروس في إسپانيا أولًا، ولا -كما حاول أحدهم أن يُجادلني على تويتر قبل أسابيع قليلة- اكتسب الاسم لأنه قتل أناسًا في إسپانيا أكثر من أيِّ مكانٍ آخر.
ظلَّت الإنفلونزا الإسپانيَّة وباءً عالميًّا حتى 1920، وقد ضربت العالم في ثلاث موجات. كانت الثانية أشدَّها فتكًا، ولو أن الموجات الثلاث جميعًا حملَت نفس منحنى الوفيَّات غير المعتاد. علاوةً على الصغار والمسنِّين، لُوحظ أعلى معدَّلات الوفيَّات بين سِنَّي الخامسة عشرة والخامسة والعشرين. كان الڤيروس سلالة متحوِّرة من إنفلونزا الطيور H1N1، وقد تسبَّب في أن يسعل ضحاياه الدم أو يبصقوه، وأن يتحول لون وجوههم إلى الأرجواني أو الأسود.

متى ضرب الوباء مصر؟
ظهرت الموجة الأولى في مصر في وقتٍ ما في أواخر الربيع، في حدود مايو أو يونيو، ولم تجذب انتباهًا اللهم إلَّا التعليق على ظهور المرض في وقتٍ غير معتاد من السنة، وتوصية مديريَّة الصحَّة العامة (التابعة لوزارة الداخليَّة) ببقاء الناس في البيوت إذا كانوا مرضى.
لم تضرب الموجة المميتة البلاد حتى نهاية أكتوبر، في الفترة التي وُقِّعَت فيها معاهدة موردوس، التي أنهَت مشاركة الإمبراطوريَّة العثمانيَّة في الحرب العالميَّة الأولى، واستمرَّ أشد أطوار الوباء فتكًا حتى بعد الكريسماس بقليل، مخلِّفًا عددًا كبيرًا من الضحايا خلال الأسابيع الثمانية الأخيرة من 1918.
أمَّا الموجة الثالثة فمذكورة بإيجازٍ شديد في الصحافة، مباشرةً بعد القبض على سعد زغلول في مارس 1919، وتُشير الإحصاءات الحيويَّة –القليل المتاح منها- إلى أن الموجة الثالثة لم تكن بذلك السوء، لكن بالوضع في الاعتبار حقيقة أن الثورة تفجَّرت في البلاد، مسبِّبة إغلاق الوزارات حتى منتصف العام، فمعرفة الحقيقة يقينًا مستحيلة.

كيف تعاملت الحكومة المصريَّة مع الوباء؟
في ذلك الحين كانت مصر تحت الحماية البريطانية، فالنظام المعروف بـ«الاستعمار المقنَّع»، الذي أدار فيه البريطانيُّون مصر مع الإعلان زورًا أنها إقليم مستقل تابع للعثمانيِّين، قد سقط مع إعلان بريطانيا الحرب على الإمبراطوريَّة العثمانيَّة، والعكس بالعكس، في نوڤمبر 1914. أُعلِنَت مصر حاميةً بريطانيَّةً -وهكذا ظلَّت حتى 1923- ووُضِعَت تحت الأحكام العُرفيَّة في ديسمبر 1914 (ثم ألغاها الچنرال ألنبي في مايو 1919 دلالةً على حُسن النيَّة).
المشكلة في مصر، وغيرها من المستعمرات البريطانيَّة، أن المسؤولين الاستعماريِّين قد استُدعوا لأداء الواجب الحربي، وأُرسل كثيرون منهم إلى فلسطين مع حملة ألنبي التي بدأت في خريف 1917، وبقوا هناك في الوقت الذي وصل فيه أشد موجات الوباء فتكًا إلى البلاد بعد عام، وهو ما تضمَّن عددًا كبيرًا من قيادات مديريَّة الصحَّة العامَّة، علاوةً على غالبيَّة المسؤولين الطبيِّين، الذين كان عملهم الإشراف على تقديم الخدمات الصحيَّة للمدنيِّين.
 ببساطة، خلال معظم الحرب، كانت حاجات المدنيِّين الطبيَّة شأنًا أقل أهميَّة بكثير من حاجات العسكريِّين الطبيَّة.
وهكذا، حين ضرب الوباء مصر، وجدَت الحكومة الأنجلو-مصريَّة نفسها في مواجهته بلا أدنى استعداد. اجتيحَت المستشفيات والعيادات بالمرضى، وتحوَّل لقاء في بلديَّة الإسكندريَّة في بداية نوڤمبر إلى مندبةٍ طالب فيها المواطنون بسيطرةٍ أشد على الوباء.
لم تُنشر التوجيهات الأساسيَّة على العامَّة قبل منتصف نوڤمبر. ظلَّت المدارس مفتوحة حتى بدايات ديسمبر، وأُغلقت الأسواق والمحاكم والجامعات. نشرَت مجالس المدن والحكومات الإقليميَّة تعليمات، غير أن كثيرًا منها بدا اعتباطيًّا، ففي القاهرة أُغلقت السينمات ولكن ليس المسارح، وأُغلقت البارات ولكن ليس المقاهي، وفي القاهرة والإسكندريَّة اشتكى الناس من الزحام في خطوط الترام، واعترفَت الحكومة المحليَّة بضعفٍ أن بيدها القليل للتحكُّم في البيئة.
اضطرَّ الأطباء، الذين كانوا غالبًا مصريِّين ويونانيِّين وسوريِّين، إلى العمل المجهد لساعاتٍ طويلة، وفي مرحلةٍ ما لاحظت الصحافة أن الأطباء في أسيوط يذهبون في زياراتٍ منزليَّة مستمرَّة ويعملون أكثر من 15 ساعة في اليوم، وفي الأسبوع التالي نُشر أن جميع أطباء المدينة أصيبوا بالإنفلونزا ولم يعودوا قادرين على رؤية المرضى، ونُشر أن في بعض القُرى «لم يكن هناك عمل آخر غير دفن الموتى»، وأن الإنتاج الزراعي توقَّف.

هل عُلِّقت الشعائر الدينيَّة في 1918 مثلما هي الآن؟
لا أدري! طُرح هذا السؤال مرَّات عدَّة، خاصَّةً مع اقتراب رمضان (الذي لم يتزامن مع أسوأ أوقات الوباء في 1918). كانت الحكومة الأنجلو-مصريَّة حذرةً للغاية من مسألة التدخُّل في أمور المفترض أن تتولَّاها وزارة الأوقاف، ولذا عندما أُمر الأزهر بالإغلاق –وقد أُغلق بالفعل- كان ذلك باعتباره مؤسسةً تعليميَّةً وليس دارًا للعبادة.
أُلغيت الاحتفالات العامَّة بمولد النبي، وكذا تصريحات المواكب الدينيَّة والجنازات.

كم شخصًا مات؟
العدد الرسمي 138 ألفًا، أكثر من %1 من سكَّان مصر، حسب الإحصاء الذي أُجري في 1917.
ومع ذلك، في مقال منشور عام 2002 يحاول جمع عددٍ أدق لضحايا الوباء حول العالم، يقول الكاتبان إن الطريقة التي اتُّبعت في مصر وغيرها كان تقدير الأعداد منخفضًا للغاية عادةً، وأحيانًا يصل إلى النصف. تقديري أنا أن العدد الأدق وصل إلى 170 ألفًا.
لُوحظ أعلى معدَّل وفيَّات في مصر في الأشخاص بين سِنَّي العاشرة والعشرين، وأن المناطق الريفيَّة تأثَّرت أكثر كثيرًا من تلك الحضريَّة، أي أن هؤلاء الضحايا كانوا جيلًا من الشُّبَّان والشَّابَّات الذين تُركوا للعمل في حقول آبائهم وإخوتهم الكبار، بعد ذهاب هؤلاء للعمل في أنفار السُّلطة وفِرق الجِمال المصريَّة، وغيرها من الأعمال المرتبطة بالمجهود الحربي.
أظنُّ حقًّا أن هذا كان أحد الأسباب التي أغضبت سكَّان الريف ودفعتهم إلى إعلان العصيان حين اندلعت الثورة في 1919، وعلى الأرجح واجه المنظِّمون السياسيُّون من الوفد وغيره من الأحزاب صعوباتٍ جمَّة لدى ذهابهم إلى الريف.
الغريب تجاهل هذه الإنفلونزا أو حذفها من تواريخ مصر في بدايات القرن العشرين.

بتصرُّف عن الموضوع الأصلي

السبت، 11 أبريل 2020

ما فعله شيكسپير في أثناء الطاعون
بتصرُّف عن مقال لدانيال پولاك على «ذا أتلانتيك»



سواء أكان المسرح يمدُّنا بتسليةٍ تُلهينا عن «أخبار المساء»، أم السبب في مزيدٍ من المعاناة، فهذا الجدل يرجع -على الأقل- إلى عصر شيكسپير. خضعَت المسارح الإليزابيثيَّة في لندن للإغلاق المستمر خلال أوقات تفشِّي الطاعون الدُّمَّلي، الذي أتى على ثُلث أهل المدينة تقريبًا، وكان القرار الرسمي أنه ما إن يتجاوز معدَّل الوفيَّات الثلاثين شخصًا في أسبوع فستُلغى العروض المزمع إقامتها. (وقت أن كان رضيعًا نجا شيكسپير نفسه بالكاد من الطاعون الذي قتل إخوته). مثل حاكم نيويورك الذي منع تجمُّع أكثر من خمسمئة فردٍ في مكانٍ واحد، شعر مسؤولو لندن في القرن السابع عشر من أن الناس المتوافدين على المدينة «لمشاهدة مسرحيَّات معيَّنة» سيكونون «محتشدين معًا في غُرف صغيرة»، خالقين الظروف التي «من شأنها أن تتسبَّب في انتشار عدوى الطاعون أو غيره من الأمراض، وهو ما سيضرُّ للغاية بالثروة المشتركة لهذه المدينة».
في العقد الأول من حُكم الملك چيمس كان الطاعون يعني أن مسارح لندن مغلقة أكثر من مفتوحة، واضطرَّت فرقة شيكسپير، «رجال الملك»، إلى الاعتماد على العطايا الملكيَّة والجولات الإقليميَّة عوضًا عن خسائر شبَّاك التذاكر. في «عام لير» يلحظ الباحث چيمس شاپيرو أن مختصِّي الأوبئة الناشئين آنذاك لم يكونوا الوحيدين الذين لاموا السائحين على انتشار المرض، بتنفُّسهم الهواء الملوَّث نفسه في مواقع الترفيه المغلقة، ذلك أن المتعصِّبين الدينيِّين أيضًا هاجموا لا أخلاقيَّة المسرح المزعومة، حيث التجديف والخلاعة وارتداء ثياب الجنس الآخر، وأعلن أحد المبشِّرين الإليزابيثيِّين أن «سبب الطاعون الخطيئة»، و«سبب الخطيئة المسرحيَّات»، ثم «سبب الطاعون المسرحيَّات».
والعكس بالعكس، قد يتسبَّب الطاعون في المسرحيَّات. منذ زمنٍ طويل يُعتقَد أن شيكسپير التفت إلى الشِّعر حين أغلق الطاعون المسارح في 1593، ففي ذلك الحين نشر قصيدته السرديَّة الشهيرة «ڤينوس وأدونيس». يبدو أن من شأن الطاعون أن يكون محفزًا على الشِّعر العاطفي. على أن شاپيرو يقترح أن إغلاقًا آخر للمسارح في 1606 أتاح لشيكسپير، الممثِّل والشريك المساهم في «رجال الملك»، أن يفرغ من كتابة عدد كبير من الأعمال الدراميَّة، لسداد الطلب على المسرحيات الجديدة خلال موسم الأعياد المزدحم في البلاط، وطبقًا لشاپيرو فقد أنتج شيكسپير «الملك لير» و«مكبث» و«أنطونيو وكليوپاترا» في ذلك العام.

الخميس، 9 أبريل 2020

بتصرُّف من مقال على «النيويوركر» بعنوان «حقيقة طاعون نيوتن المُثمر»، بقلم توماس لڤنسون:




في الخامس والعشرين من يوليو عام 1665، عُثر على طفلٍ في الخامسة اسمه چون مورلي، تابع لأبرشيَّة الثالوث المقدَّس في مدينة كامبريدچ الإنجليزيَّة، ميتًا في بيته، ولمَّا فحصَ مسؤولو المدينة جثَّته لاحظوا بُقعًا سوداء على صدره، علامة لا ريب فيها على الطاعون الدُّمَّلي. كان مورلي أول حالة يُعرَف بإصابتها ووفاتها بهذا المرض في كامبريدچ في ذلك العام، وهو ما كان إشارةً إلى أن الوباء الذي تفشَّى في لندن في ذلك الربيع قد بلغ المدينة. في الحال تقريبًا هرع الأهالي يعزلون أنفُسهم في الريف، وبين الفارِّين كان باحث شاب في كلِّيَّة ترينيتي (الثالوث) يُسمَّى آيزاك نيوتن. كانت دار نيوتن مزرعةً تحمل اسم وولزثورپ، تَبعُد نحو ستين ميلًا عن الجامعة، ولأنها بعيدة مسافةً كافيةً عن أقرب بلدة، فهناك، وفي عُزلةٍ شبه تامَّة، وضع نيوتن أُسس حساب التفاضل والتكامل وقوانين الحركة، واكتشف الجاذبيَّة، وأكثر.

خلق الطاعون الظروف المثالية لخلق العلم الحديث.

أو أن هذا ما تَزعُمه القصَّة.

والآن وقد فرض ڤيروس الكورونا عُزلته الخاصَّة، إذا بعام نيوتن في العُزلة يُباع باعتباره مثالًا يُحتذى. هذا الموضوع المرح في الواشنطن پوست عيِّنة من مقالاتٍ عديدة منتشرة الآن: «إذا كنت تعمل أو تدرس من المنزل خلال الأسابيع القليلة المقبلة، فيَجدُر بك أن تتذكَّر نموذج نيوتن». بطبيعة الحال كانت مواقع التواصل الاجتماعي أشد تطرُّفًا. اكتُب تلك الرواية، أو ذلك السيناريو، وإن لم يكن فعليك على الأقل أن تُعيد تركيز حياتك وتجد هدفك. إن لم تفعل فقد رسبت في امتحان الوباء المنزلي. نيوتن استطاع أن يُغيِّر صورة الكون، أفلا يُمكننا أن نُرتِّب خزانة الثياب؟

نعم، لا يُمكننا. جزئيًّا، لأن لا أحد منا، بالإضافة إلى جميع البشر عبر التاريخ تقريبًا، سيَبلُغ مستوى إنجازاته أبدًا. أمَّا صُلب المسألة، ففكرة أن الطاعون أيقظ عبقريَّة نيوتن مغلوطة ومضلِّلة إذا اتَّخذناها مقياسًا لنجاحنا في استغلال أنفُسنا خلال ربيع طاعوننا نحن. «سقوط التفَّاحة على الرأس» جزء من المشكلة. كانت هناك شجرة تفَّاح حقًّا على الجانب الآخر من الدَّرب قُبالة باب نيوتن الأمامي، وما زال بُستان صغير ناميًا هناك حتى الآن. في مرحلةٍ متأخِّرة جدًّا من حياته حكى نيوتن نفسه القصَّة: كيف كان يتأمَّل شجرته ذات يومٍ عندما أدرك أن القمر في مداره والتفَّاحة على غُصنها خاضعان للقوى الطبيعيَّة نفسها. من السهل أن يثب المرء من ذكرى رجلٍ مُسن إلى أن هدوء الريف أشعل شرارة ميلاد حقولٍ جديدة من المعرفة. إنها الحكاية الخرافيَّة الشهيرة عن العبقريَّة، أن الأفكار العظيمة لا تتطلَّب عملًا مرهقًا ينطوي على الانتباه الممتد والتفكير العميق، بل تصل في صورة صواعق رعدٍ من الإلهام، الذي يجب أن يأتي في الظروف السليمة، كالعُزلة الإجاربيَّة في أثناء وباء!

صحيح أن نيوتن أخرج عددًا لا يُصدَّق من النتائج الاستثنائية خلال العامين اللذين أمضاهما في مزرعته، لكن المخادع في الأمر أن نيوتن أطلق عقله على جميع المشاكل العلمية التي واجهته من قبل ما إن منحه الطاعون هديَّة العُزلة.

بعد أن جرى الوباء مجراه أخيرًا في 1666، واصل نيوتن ممارسة العمل ذاته لدى عودته إلى الكلِّيَّة. لمَّا سُئل كيف حلَّ مشكلة الجاذبيَّة، أجاب: «بالتفكير المستمر فيها».

السبت، 4 أبريل 2020

تعبيرات طريفة غير قابلة للترجمة الحرفيَّة

إنها قِطعة من الكعك، لا يمكنك أن تضع طلاء الشِّفاه على خنزير، لماذا تضيف وقودًا إلى النار؟
في كلِّ لُغة تعبيرات تعني أكثر من مجرَّد حَرفيَّة كلماتها، وفي ما يلي عدد منها من لُغاتٍ مختلفة.




-       من الألمانيَّة:
التعبير: Tomaten auf den Augen haben
الترجمة الحرفيَّة: لديك طماطم في عينيك.
المعنى: أنت لا ترى ما يراه الجميع. (يشير إلى الأشياء الماديَّة وليس المعاني المجرَّدة).

التعبير: Ich verstehe nur Bahnhof
الترجمة الحرفيَّة: لا أفهم إلَّا محطَّة القطار.
المعنى: لا أفهم شيئًا مما يقوله هذا الشخص.

التعبير: Die Katze im Sack kaufen
الترجمة الحرفيَّة: يشتري قِطَّة في كيس.
المعنى: أن تشتري شيئًا دون أن تتأكَّد من سلامته أولًا.
(التعبير موجود بالمعنى نفسه في السويديَّة والپولنديَّة واللاتڤيَّة والنرويجيَّة، ويُعطي المعنى نفسه كتعبير شراء السمك في الماء في العربيَّة).
------

-       من السويديَّة:
التعبير: Det är ingen ko på isen - Det är ingen fara på taket
الترجمة الحرفيَّة: ليس هناك خطر على سطح المنزل، ليست هناك بقرة في الجليد.
المعنى: لا داعي للقلق.

التعبير: Att glida in på en räkmacka
الترجمة الحرفيَّة: يتحرَّك منزلقًا على ساندويتش جمبري.
المعنى: أن هذا الشخص لم يعمل كي يصل إلى المكانة التي صار عليها.

التعبير: Det föll mellan stolarna
الترجمة الحرفيَّة: سقط بين الكراسي.
المعنى: عُذر يُستخدَم عندما يكون من المفترَض أن يفعل شخصان شيئًا ما، لكن لا أحد منهما فعله. تطوَّر هذا التعبير إلى آخَر أكثر طرافةً هو ”سقط في الكرسي“، الذي يعني أن شخصًا كان يعرف ما ينبغي عليه أن يفعله لكنه نسي.
------

-       من التايلنديَّة:
التعبير: เอาหูไปนา เอาตาไปไร่
الترجمة الحرفيَّة: خُد أذنيك إلى الحقل، خُذ عينيك إلى المزرعة.
المعنى: لا تُلقِ بالًا لهذا.

التعبير: ไก่เห็นตีนงู งูเห็นนมไก่
الترجمة الحرفيَّة: الدجاجة ترى قدمي الثعبان، والثعبان يرى ثديي الدجاجة.
المعنى: شخصان يعرفان كلٌّ منهما أسرار الآخر.

التعبير: ชาติหน้าตอนบ่าย
الترجمة الحرفيَّة: ذات ظهيرةٍ عندما تُبعَث المرَّة القادمة.
المعنى: لن يحدث هذا أبدًا.
(تعبير مشابه موجود في الإنجليزيَّة: يقول ”عندما تطير الخنازير“، وفي الفرنسيَّة: ”عندما تكون للدجاج أسنان“، وفي الروسيَّة: ”عندما يُصَفِّر الجمبري على قمَّة الجبل“، وفي الهولنديَّة: ”عندما تَرقُص الأبقار على الجليد“).
------

-       من اللاتڤيَّة:
التعبير: Pūst pīlītes
الترجمة الحرفيَّة: أن تَنفُخ بطًّا صغيرًا.
المعنى: أن تقول كلامًا فارغًا أو تكذب.
( في الكرواتيَّة تعبير مشابه يقول: ”يرمي الثلج في عينيك“).

التعبير: Ej bekot
الترجمة الحرفيَّة: اذهب واقطُف الفِطر.
المعنى: ابعد عني أو اغرب عن وجهي.
------

-       من الفرنسيَّة:
التعبير: Avaler des couleuvres
الترجمة الحرفيَّة: يبتلع ثعابين الحشائش.
المعنى: أن يُهان الشخص لدرجة أنه لا يستطيع الرَّد.

التعبير: Sauter du coq à l’âne
الترجمة الحرفيَّة: يثب من الدِّيك إلى الحمار.
المعنى: أن يغيِّر شخص الموضوع في أثناء حوارٍ ما بلا رابط.

التعبير: Se regarder en chiens de faïence
الترجمة الحرفيَّة: شخصان يَنظُر كلٌّ منهما إلى الآخر ككلبين من الخزف.
المعنى: أن يتبادل شخصان نظرات باردة.

التعبير: Les carottes sont cuites
الترجمة الحرفيَّة: نضجَ الجزر.
المعنى: لا يمكن تغيير الموقف، انتهى الأمر.
(مِثل ”لا يجدي البكاء على اللبن المسكوب“ في الإنجليزيَّة).
------

-       من الروسيَّة:
التعبير: Галопом по Европам
الترجمة الحرفيَّة: يَركُض عبر أوروپا.
المعنى: أن تفعل شيئًا ما بسرعة وبشكلٍ عشوائي.

التعبير: На воре и шапка горит
الترجمة الحرفيَّة: قبَّعة اللِّص تحترق.
المعنى: ضميره يفضحه.
(مِثل ”يكاد المريب يقول خذوني“ في العربيَّة).

التعبير: Хоть кол на голове теши
الترجمة الحرفيَّة: يُمكنك أن تشحذ بلطةً على رأسه.
المعنى: أنه شخص عنيد جدًّا (دماغه ناشفة).

التعبير: брать/взять себя в руки
الترجمة الحرفيَّة: أن يضع نفسه بين يدي نفسه.
المعنى: أن يستجمع شتات نفسه.
(تعبير مشابه في الپولنديَّة يقول: ”أن نضع أنفسنا في قبضتنا“، وفي الألمانيَّة: ”يُمَزِّق نفسه ليصير كاملًا“).
------

-       من البرتغاليَّة:
التعبير: Quem não se comunica se trumbica
الترجمة الحرفيَّة: من لا يتواصَل تحترق أصابعه.
المعنى: الشخص الذي لا يتواصَل مع الناس يقع في المشاكل.

التعبير: Quem não tem cão caça com gato
الترجمة الحرفيَّة: من لا يملك كلبًا يصطاد بقِطَّة.
المعنى: أن يستغلَّ المرء الموارد المتاحة لديه، ولو كانت محدودة، بأفضل شكل.

التعبير: Empurrar com a barriga
الترجمة الحرفيَّة: يدفع شيئًا ببطنه.
المعنى: التأجيل المستمر لأداء واجبٍ ثقيل من الضروري القيام به.

التعبير: Pagar o pato
الترجمة الحرفيَّة: يدفع للبطَّة.
المعنى: أن يُلام أحدهم على شيءٍ لم يفعله.
------

-       من الپولنديَّة:
التعبير: Słoń nastąpił ci na ucho?
الترجمة الحرفيَّة: هل داس الفيل على أُذنك؟
المعنى: تُقال لمن لا يملك ذوقًا في الموسيقى.
(في الكرواتيَّة تعبير مُشابه يربط بين الأفيال والموسيقى، هو ”أنت تُغَنِّي كأن فيلًا أخرج ريحًا في أُذنك“، وفي التنويع اللاتڤي يقولون: ”هل داس الدُّب على أُذنك؟“).

التعبير: Bułka z masłem
الترجمة الحرفيَّة: ساندويتش ملفوف بالزبدة.
المعنى: شيء سهل جدًّا.
(مِثل ”قِطعة من الكعك“ في الإنجليزيَّة).

التعبير: Z choinki się urwałaś?
الترجمة الحرفيَّة: هل سقطتَ من شجرة الكريسماس؟
المعنى: تُقال للشخص الذي يجهل معلومةً معروفةً للجميع.
------

-       من اليابانيَّة:
التعبير: 猫をかぶる
الترجمة الحرفيَّة: يرتدي قِطَّة على رأسه.
المعنى: يُخفي طبيعته القاسية ويتظاهَر بأنه شخص لطيف غير قادر على الأذى.

التعبير: 猫の手も借りたい
الترجمة الحرفيَّة: مستعد لأن يقترض أقدام قِطَّة.
المعنى: مشغول جدًّا لدرجة أن يقبل المساعدة من أيِّ أحد.

التعبير: 猫の額
الترجمة الحرفيَّة: جبهة قِطَّة.
المعنى: مساحة صغيرة جدًّا، تُقال غالبًا عندما يتكلَّم أحدهم بتواضُع عن أرضٍ أو عقارٍ يملكه.

التعبير: 猫舌
الترجمة الحرفيَّة: لسان قِطَّة.
المعنى: الانتظار قليلًا حتى يَبرُد الطعام الساخن قبل أكله.
(اليابانيُّون لديهم تعبيرات وأمثلة كثيرة عن القِطَط على ما يبدو!).
------

-       من الكازاخستانيَّة
التعبير: Сенің арқаңда күн көріп жүрмін
الترجمة الحرفيَّة: أرى الشَّمس على ظَهرك.
المعنى: شكرًا لك لأنك موجود، أنا على قيد الحياة بسببك.
------

-       من الكرواتيَّة
التعبير: Doće maca na vratanca
الترجمة الحرفيَّة: القِطَّة ستأتي عِند الباب الصغير.
المعنى: جوهره هو التعبير الذي نستخدمه في العربيَّة ”دائِن تُدان“.

التعبير: Da vidimo čija majka crnu vunu prede
الترجمة الحرفيَّة: نرى مَن تغزل أُمُّه الصُّوف الأسود.
المعنى: تُقال عن الشخص المنبوذ في العائلة، البطَّة السوداء.

التعبير: Muda Labudova
الترجمة الحرفيَّة: خصيتا بجعة.
المعنى: شيء مستحيل.

التعبير: Mi o vuku
الترجمة الحرفيَّة: إذا ذكَرنا الذِّئب.
المعنى: مِثل ”إذا ذكَرنا الشيطان جاء“، أو في العاميَّة المصريَّة ”جبنا سيرة القُط...“.
------

-       من التاميليَّة
التعبير: தலை முழுகுதல்
الترجمة الحرفيَّة: يَصُبُّ الماء على رأس أحدهم.
المعنى: يقطع علاقته به.

التعبير: தண்ணீர் காட்டுதல்
الترجمة الحرفيَّة: يُريه الماء.
المعنى: يُصبح خَصمًا له.
------

-       من الهولنديَّة
التعبير: Iets met de Franse slag doen
الترجمة الحرفيَّة: يفعل شيئًا بكرباج فرنسي.
المعنى: يتصرَّف بعجلة.

التعبير: Iets voor een appel en een ei kopen
الترجمة الحرفيَّة: اشترى شيئًا بتفَّاحة وبيضة.
المعنى: اشتراه بثمنٍ زهيد جدًّا.
------

-       من الكوريَّة
التعبير: 똥 묻은 개가 겨 묻은 개 나무란다
الترجمة الحرفيَّة: كلب معه خراء يُوَبِّخ كلبًا معه قشور حبوب الذُّرة.
المعنى: مِثل البيت من زجاج والطُّوب في الإنجليزيَّة والعربيَّة.
(في ”أغنيَّة الجليد والنار“، يستخدم چورچ مارتن مثلًا مشابهًا بالمعنى نفسه: الغُداف يُعَيِّر الغُراب بلونه الأسود).

التعبير: 오십보 백보
الترجمة الحرفيَّة: 50 خطوة مِثل 100 خطوة.
المعنى: لا فرق. 

مقتطف من ترجمة غير منشورة لـ«سيِّد الخواتم»

چ. ر. ر. تولكين، «سيِّد الخواتم: رفقة الخاتم» واصَلوا الحركة، ولم يمضِ وقت طويل حتى تكلَّم جيملي، الذي يملك عينيْن ثاقبتيْن في ا...