الثلاثاء، 17 مارس 2020

صناعة السينما بعد نهاية العالم

بعد ساعاتٍ قليلة ينتهي كل شيء، وككثيرٍ منكم أجدُ نفسي أشعر بالقلق من احتمالٍ مخيف: ماذا لو انتهى العالم قبل أن يُدرك أحدٌ كم أنا عبقري؟ فكَّرتُ في هذا الاحتمال، ووجدتُ أنه ليس هناك ما يُقلِق فعلًا، فالحقيقة أن نهاية العالم من شأنها أن تكون شيئًا عظيمًا بالنسبة إلى صانعي الأفلام المستقلِّين الذين يعانون أيما معاناة.



قد تتنوَّع الطرائق التي تحلُّ بها نهاية العالم، لكن كثيرًا من الأفكار التالية يظلُّ صالحًا رغم ذلك:

* لا قواعد بعد اليوم
- «ممنوع التصوير هنا».
- «أين التصريح؟».
- «هذا مخالف للقانون!».
- «هذا غير أخلاقي!».
مؤكَّد أنك -مثلي- سمعت هذه العبارات عشرات المرَّات، لكن الآن يمكنك أخيرًا أن تُودِّع كلَّ هذا. صوِّر ما تريد أينما أردت دون أن يُزعجك "القانون" أو "المجتمع" ويمنعك عن عملك.

* الزومبي بمثابة كومبارس رخيصي الثمن
يُضفي الكومبارس والأعداد الكبيرة مزيدًا من القيمة على فيلمك، لكنهم للأسف ليسوا إلا حلمًا بعيدًا بالنسبة إلى صانع الأفلام محدود الميزانية. الآن يمكنك أن تجمع حشودًا من الموتى الأحياء تتحرَّك في الخلفيَّة، أفضل ما في الأمر أنهم لا يمانعون أن تُطلق عليهم النار، وفي الحقيقة هذا ما يجب أن تفعله أصلًا.

* مواقع تصوير عظيمة
أطلال مُدن، فوهات براكين عملاقة، أنهار جارية من الحمم، سفن فضائيَّة... كل هذا يعتمد على نوع نهاية العالم بالطبع، لكن أيًّا كان النوع، فعليك استغلاله لأقصى حد.

* مهرجان المعدَّات
عندما تقع نهاية العالم (ضَع النوع)، وفيما يبحث الجميع بيأسٍ عن "أحبائهم" و"مخابئ"، فإن واجبك كصانع أفلام أن تُسرع إلى أقرب ستوديو أو مخزن لمعدَّات السينما، حيث الكاميرات وغيرها، وستصبح كلها لك دون أيِّ تكلفة! لا تحسب أنني أشجِّع السرقة رغم ذلك.

* أعِد إنتاج الأفلام الناجحة دون أن يدري أحد
بعد زمنٍ قصير، مع مجيء جيلٍ جديد بعد بضعة عقود، ستجد أن معك رخصة إبداعيَّة لا مثيل لها. مَن أخرج «الأب الرُّوحي»؟ أنت بالطبع! يمكنك أن تعيد إنتاج الفيلم بالكامل أو مجرَّد إضافة اسمك إلى الفيلم الأصلي. الأمر يرجع لك، فمن سيعرف على كل حال؟

* لا منافسة
هناك مئات ومئات من الأفلام التي تُصنَع كلَّ عام في سوقٍ شديدة الازدحام، يغرق متوسِّط الأفلام المستقلَّة فيها في النسيان، دون أن يجد لنفسه جمهورًا يُذكَر، لكن الآن فيلمك هو الفيلم الوحيد. ليست هناك أفلام هوليوودية ضخمة تفضح فقر مؤثراتك البصرية وإضاءتك، ولا تليفزيون، ولا مسرح، ولا ألعاب ڤيديو، بل لا توجد مياه شُرب نظيفة أصلًا. سيُشاهدون ما تعرضه، وهذا كل شيء.

* العمل مقابل الطعام صفقة ممتازة
الطعام والمصروفات، التكلفة التي يتحمَّلها أغلب المستقلِّين ودائمًا ما أثارت فيهم الغيظ مع محاولتهم ممارسة عملهم في صناعة لا تُدر كثيرًا من المال. كلُّ هذا انتهى. الآن لا بأس ببضعة ساندويتشات كأجر.

* صَوِّر نهاية العالم
هذا كل ما عليك فعله. شَغِّل كاميراتك الليلة وسيصبح لديك أعظم فيلم كوارث على الإطلاق. وإذا لم تنجُ فستصبح صاحب أعظم ڤيديو يجده من يأتون بعدنا على الأقل.

بقلم كريستيان بل، من موقع Raindance في ديسمبر 2012. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقتطف من ترجمة غير منشورة لـ«سيِّد الخواتم»

چ. ر. ر. تولكين، «سيِّد الخواتم: رفقة الخاتم» واصَلوا الحركة، ولم يمضِ وقت طويل حتى تكلَّم جيملي، الذي يملك عينيْن ثاقبتيْن في ا...