الأربعاء، 15 مايو 2019

ملاحظات على الحلقة الخامسة من «Game of Thrones»


 الموسم الأخير، الحلقة الخامسة، «The Bells»



حيرة بين «هو ده اللي كنت عايزه يحصل» و«ما بُني على باطل فهو باطل».
من ناحية، زي ما قلت في ملاحظاتي على الحلقة الرابعة، أنا حابب جدًّا فكرة إن شخصيَّة بتتبني على مر السنين باعتبارها شخصيَّة بطل تنقلب لشخصيَّة الشرِّير، بالبلدي اللي تفتكره موسى يطلع فرعون، لكن -طبعًا- بشرط الانقلاب ده يكون منطقي ومتمهِّد له. نفس الكلام عن شخصيَّة الشرِّير اللي بتتحوِّل لبطل وبرضه بشكل منطقي ومتمهِّد له. هتكلِّم هنا تاني عن «Star Wars»، وتحوُّل آناكين سكايووكر المنقذ المنتظر للشرِّير دارث ڤيدر اللي بيقتل الأطفال وبيرتكب مذبحة جماعيَّة في الجزء الثالث من الثلاثيَّة الثانية، ورغم إني شايف بشكل شخصي «Revenge of the Sith» فيلم رديء إجمالًا، والتحوُّل ما كانش مقنع للدرجة، لكن على الأقل على مر الفيلمين اللي قبله كان فيه شد وجذب بين جانبين النور والظلام من «الطاقة»، وفي النهاية رجحت كفَّة جانب الظلام وآناكين استسلم له.
وده العيب الأكبر في الحلقة، اللي كانت -باستثناء حاجات تانية قليلة- رائعة بكل المقاييس.
وأصل المشكلة هو نفسه اللي عانى منه المسلسل في آخر موسمين: الاستعجال الشديد، والاستعجال الشديد عمره ما بيؤدي لنتائج مُرضية أو مُقنعة. النَّط من نقطة في الحبكة للنقطة اللي بعدها بغض النظر عن منطقيَّة الرابط بين النقطتين من عدمها، وده بيخلِّي تعطيل عدم التصديق عند الواحد صعب. فيه فرق بين التمهيد لحاجة وإبراز الصراع الداخلي للشخصيَّة وبين إن الحاجة تحصل فجأة من غير تمهيد مقنع. اللي بيفهم سينما المفروض فاهم إن الإنذار (Foreshadowing) غير بناء الشخصيَّة (Character building).
في المشاهدة الأولى كرهت اللي حصل جدًّا لأني ما كنتش مصدَّق اللي بيحصل. مش قصدي إني مش مصدَّقه لأني مذهول، مش مصدَّقه لأني مش مقتنع، لأن مهما قالوا إن اللي دنيرس عملته جزء من شخصيَّتها ومنطقي أنا مش مصدَّق ولا مقتنع، لأن ما كانش فيه تمهيد كفاية للتحوُّل ده، وكل السوابق اللي بيستشهدوا بيها في ماضيها لا تدل على «الجنون». الجنون مش بيشتغل كده! ما فيش إنسان بيتحوِّل في أيام من مدافع عن الأبرياء لحارق للأبرياء! لو اتكلِّمنا بشكل علمي بحت عن حالة دنيرس، وأنا مش خبير في علم النفس لكن عندي وعي لا بأس بيه بمواضيعه بشكل عام (شكرًا للثانويَّة العامَّة و«Frasier»)، فأقصى ما يُمكن أن يقال عنها إن اللي بتعاني منه اسمه «غضب نرجسي». في الحالة دي ممكن أقتنع شويَّة، لأن دنيرس بدون شك شخصيَّة نرجسيَّة اتعرَّضت للاستهانة والنبذ وما إلى ذلك، لكن الشخصيَّة النرجسيَّة لما بتغضب مش بتصب غضبها على ناس ما تعرفهمش، إنما على اللي جرحوا كبرياءها وحسِّسوها بالدونيَّة.
اعتراضي الأكبر على الحلقة إن ما فيش أي حاجة في تاريخ دنيرس -اللي جزء كبير منه كان دموي- بتقول إنها قادرة على ارتكاب مذبحة جماعيَّة في ناس لا تعرفهم ولا يعرفوها. راجع كل تصرُّفاتها قبل كده وقل لي إيه فيها بيوحي بقدرتها على قتل عشرات الآلاف من الأبرباء. Dumb&Dumber بيستشهدوا -بس- برد فعلها البارد على قتل دروجو لأخوها... أخوها اللي كان بيضربها ويمتهنها، اللي قال لها عنده استعداد يسيب 40 ألف دوثراكي وخيولهم ينيكوها مقابل يوصل للي عايزه، اللي عاملها كشيء مملوك له، اللي حاول يسرقها، اللي حط طرف سيفه على بطنها وهي حامل! لو عايز تستشهد بميري ماز دور، فالمشعوذة خلِّت دروجو جثَّة حيَّة وقتلت ابنهم، ورغم إنه كان انتقام مستحق لميري فمن وجهة نظر دنيرس هي خيانة ليها. لو عايز تستشهد باللي عملته في أستاپور، فهي قضت على النخَّاسين اللي بيتاجروا بالأطفال، وأوامرها كانت صريحة: اقتلوا الأسياد والجنود فقط. لو عايز تستشهد باللي عملته مع الأسياد في ميرين، فده كان حرفيًّا العين بالعين: 136 من الأسياد مقابل 136 من الأطفال المصلوبين. لو عايز تستشهد بإعدام راندل وديكون تارلي، فافتكر إنها اشترطت عليهم الاستسلام أو الموت، وديكون تحديدًا اختار الموت مع أبوه. تفتكر لو كان ستانيس اللي عمل كده -ومليون في المية ستانيس يعمل كده- كنا هنقول عليه مجنون؟ مش بقول إن كان عندها حق في ده بالضرورة، لكن قرارها ما كانش مندفع أو متهوِّر.
ولو الفكرة إنها فقدت أتباعها المخلصين اللي كانوا بيكبحوا جماحها، فأنا مش فاكر إلا مشهد واحد چورا أقنعها فيه بالعدول عن قرار دموي (كان موجَّه ضد النخَّاسين برضه مش الأبرياء)، ومش فاكر ولا مشهد ميسانداي لعبت فيه أي دور من النوع ده. وهي مش لسا عندها تيريون؟ وجراي وورم؟ والأهم چون؟ أصلًا ليه شخصيَّة چون بقت مخصيَّة دراميًّا للدرجة دي؟ ما فيش مرَّة واحدة شوفناه بيراجعها في أي حاجة أو يحاول يقنعها بعكس اللي عايزة تعمله. چون أصبح شخصيَّة ممسوخة للغاية، مش بيقول إلا إنها ملكته وإنه بيحبَّها وإنه مش عايز العرش... وبس كده. وهل رفض چون إنه يستمر في علاقة محرَّمة معاها سبب كفاية إنها تختار الخوف؟ هل الرسالة إن الأنثى اللي حبيبها بيرفضها بتتجنِّن؟ أنا لا فيمنست ولا من محاربي العدالة الاجتماعيَّة ولا الكلام الفارغ اللي مغرَّق الإنترنت وفاشخ هوليوود بقاله كام سنة، لكن مش مقتنع!
أيوه، تصرُّفاتها أحيانًا بتجنح للقسوة، وأحيانًا كانت فيه بدائل ما أخذتش بيها، لكن كلها كان موجَّه ناحية أعداء مش أبرياء.
أمَّا لو كانوا فردوا مساحة كافية للتطوُّر الدرامي ده، لو كانوا خدوا وقتهم علشان يورُّونا انحدار دنيرس في هاوية الجنون بشكل مقنع -ودي حاجة بتاخد سنين مش أيام ولا أسابيع لمن لا يعلم- كان المشهد الأيقوني ده هيكون مقنع جدًّا ومبلوع جدًّا ومبرَّر جدًّا. مؤسف إن أفضل تمثيل لإميليا كلارك من بداية المسلسل جه في أسوأ لحظة لدنيرس. كان ممكن لو إدوا لنفسهم فرصة كتابة حبكة مقنعة نشوف دنيرس بترتكب جريمة واحدة حقيقيَّة على الأقل قبل كده تخلِّي الواحد يبلع شويَّة فكرة إنها «الملكة المجنونة» دلوقت.
ولمن لا يعلم، من أرخص الحيل الدراميَّة إنك ككاتب تخلِّي الشخصيَّة بتاعتك ترتكب جريمة ويكون تبريرك الوحيد إنها «مجنونة بنت مجانين». لو عايز ترتكز على تاريخ عائلة تارجاريَن فحتى الجنون عندهم ليه مبرِّرات ودوافع. إيرس ما اتقلبش الملك المجنون بين يوم وليلة، الانحدار أخد معاه سنين لحد ما وصل للي وصل له. اللي قرأ «وليمة للغِربان» عارف التفاصيل دي، واللي ما لهوش في القراءة عارف على الأقل من المسلسل إن إيرس لمَّا قرَّر يحرق كينجز لاندنج كان بناءً على الفكرة المجنونة إنه لو مات فهيتولد من جديد في صورة تنِّين (راجع مشهد چايمي وبِريان في حمَّامات هارنهال). لكن دنيرس اللي حرَّرت مئات الآلاف من العبيد وانتقمت لهم، اللي ما أعدمتش چورا اللي خانها، ولا تيريون ابن العائلة اللي دمَّرت عائلتها، اللي حبست تنانينها في مقبرة علشان واحد منهم قتل طفلة واحدة، اللي فضَّلت تقاتل الوايت ووكرز اللي بيهدِّدوا شعبها كله بالفناء على الاستيلاء على العرش، مش دي دنيرس اللي في الحلقة الخامسة، ما هياش التطوُّر الطبيعي للشخصيَّة دي... لأنها مكتوبة بشكل مستعجل ورديء.
تاني، أنا محبِّذ للفكرة جدًّا، لكن التنفيذ في غاية السوء.
بعد المشاهدة الثانية، وبعد ما ركنت الفكرة دي على جنب وقلت أخلِّيني في السياق الداخلي للحلقة بعيدًا عن السياق العام للقصَّة (وده أصلًا مش سليم بس جرَّبته)، لقيت الحلقة من أفضل ما خرج من المسلسل على الإطلاق. يمكن أفضل حلقة أخرجها ميجل ساپوتشنيك في رأيي، والسبب إني بعدها لقيت نفسي مش قادر على مشاهدة ثالثة، مش في وقت قريب على الأقل. على عكس الحلقة الرابعة، ما كنتش عايز أشوفها تاني بدافع الملل، لكن الحلقة دي مش عايز أشوفها تاني لأنها سبِّبت عندي نفس المشاعر بتاعت الزفاف الأحمر، إني مش عايز أتفرَّج على مذبحة مؤلمة. في رأيي دي نقطة قوَّة للحلقة.
يا ريتها بس كانت نقطة قوَّة مبنيَّة على قاعدة قويَّة.
وطبعًا إحنا كجمهور أصبحنا متعوِّدين جدًّا على مشاهد دمار المُدن في عشرات الأفلام، فكونهم ينجحوا في تقديم مشهد مشابه يا دوب الفرق فيه بينه وبين غيره إن بدل السفينة الفضائيَّة بتدمَّر البيت الأبيض فيه تنِّين بيدمَّر القلعة الحمراء... ده إنجاز، لأني كنت منغمس جدًّا ومتفاعل جدًّا رغم إني اتفرَّجت على حاجات شبيهة بالهبل وما عادش ليها أي تأثير عليَّ. كتَّر خيره رولاند إميريك لوحده دمَّر الكوكب كله في خمس أفلام تقريبًا بأشكال مختلفة، والموضوع أصبح ممل فشخ، فتحيَّة لساپوتشنيك على الإخراج الرائع.

ڤارس وتيريون
أقدر أقول إن نهايته كانت أفضل من نهاية ليتل فينجر، لكن مش بفرق كبير. ڤارس، العنكبوت، سيِّد الأسرار، بيتآمر بشكل مفتوح على ملكته في قلعتها وبيناقش تسميمها مع واحدة من طيوره الصغيرة في أوضة مفتوحة! شوية اتساق بس مع الشخصيَّة وكان الموضوع هيكون مبلوع أكثر والله. ثم إني مش فاهم دنيرس أعدمته على أي أساس. كل اللي اتقال على الشاشة معناه إن الخيانة مشتركة بينه وبين چون وتيريون وسانزا، وما فيش حاجة اتقالت أو حصلت أوحت بإن دنيرس عرفت إنه كان بيحاول يسمِّمها، أو حتى عرفت إنه أرسل رسائل للوردات البلاد عن حقيقة چون (اللوردات اللي فجأة أصبحوا مهمِّين تاني بعد تجاهل أهميتهم الضخمة في عالم زي ده لمدة موسمين على الأقل). من مشاكل الموسم ده إن حاجات كتير مهمَّة بتحصل off-screen وسايبين لنا الرابط بينها وبين اللي بيحصل على الشاشة رغم إنه رابط واهي، وكل ما تفكَّر فيه ممكن تلاقيه مش موجود أصلًا. بنفس منطق إعدام ڤارس فالمفروض كانت تعدم تيريون!
وإيه مبرِّر ڤارس إنه يخونها أصلًا؟ معلش، بشكل واقعي هي لحد المعركة ما عملتش أي حاجة تستدعي الخيانة، ومش مبرِّر نقول إنه عارف إنها هتهجم على المدينة، لأن الطبيعي إنها تهجم على المدينة! دي حرب! كام حرب بتتكسب بعدم الهجوم على العدو؟!
لكن رغم كده كان مشهد الوداع بينه وبين تيريون مؤثِّر.
وبالنسبة لتيريون فأنا متردِّد دلوقت بين وصفه بالغباء المبني على متطلبات الحبكة، وبين كونه في حالة إنكار، إنه رافض يصدَّق إن القائد اللي آمن بيه أخيرًا بعد كل اللي شافه يتَّضح إنه مش مختلف كتير عن غيره. ومع ذلك تصرُّفاته بتقول عكس كده.

چايمي وسرسي
مدركين إن سرسي فعليًّا ما عملتش أي حاجة الموسم ده؟ إنها ظهورها على مدار الموسم على الشاعة مجمله أقل من 30 دقيقة؟
مدركين إن بناء شخصيَّة سرسي ما يخلِّيهاش تستسلم أبدًا ولو الهزيمة مؤكَّدة فهي هتهدم المعبد على رؤوس الجميع؟ الشخصيَّة دي مش هتدمَّر المدينة عن آخرها وتسيبها لدنيرس رماد؟ فعلًا؟ دي مش خيبة أمل في نظريات أو توقُّعات طلعت مش سليمة، ده توقُّع منطقي كان عندنا كلنا تقريبًا بناءً على الشخصيَّة!
وچايمي... على أد ما حاسس بخيبة الأمل في اللي حصل معاه، لكن مقدرش أقول إنه مش سليم دراميًّا. هو ده الإدمان، واللي تخلَّى عن المخدِّرات تمامًا ممكن يرجع لها تاني لأي سبب، ومخدِّر چايمي هو سرسي. نهايتهم مع بعض كانت متوقَّعة تمامًا، وما عنديش اعتراض عليها. في المرحلة دي كان صعب تتصوَّر يبقى هدف چايمي إنه يقتل أخته الحامل في طفله. يا إمَّا كان هيحاول يقنعها بالاستسلام (واتَّضح إن ده مش هدفه)، يا إمَّا رايح يموت معاها (وده هدفه وجزء من شخصيته ممهَّد ليه من زمان).
اللي ما كانش ليه أي لازمة هو قتاله مع يورون، اللي بمعجزةٍ ما سبح لنفس النقطة اللي وصل لها وچايمي في نفس اللحظة. أولًا يورون شخصيَّة كارتون مالهاش أي عُمق، ثانيًا مزعج فشخ، ثالثًا مين مهتم بيه أصلًا؟ ورابعًا المونتاچ بتاع القتال كان زي الزفت، قطع قطع قطع قطع قطع بتاع 20 مرَّة، وفي الآخر تقريبًا كسر الحائط الرابع وكان ناقص يغمز للكاميرا. ترجيع!
وداع تيريون وچايمي أفضل مشاهد الحلقة على الإطلاق... لكن للأسف ما سابوناش نتهنَّى بيه إلا بعد ما دمَّروا جزء مهم من چايمي، وبأثر رجعي فشخوا واحد من أحلى مشاهد الموسم الثالث، لمَّا قال إنه عمره ما كان مهتم بأهل المدينة. الكلام مش محتاج شرح ولا تفصيل.

آريا وساندور
لسببٍ ما كنت متفاعل جدًّا مع مشاهد آريا في المدينة رغم درع الحبكة الثقيلة جدًّا اللي لابساها. فعلًا كمشاهدين ما كناش هنتفاعل مع مشاهد الدمار لو كانت من وجهة نظر شخصيَّة ما نعرفهاش، ده لو تغاضينا عن نجاتها المستحيلة مرَّة بعد مرَّة بعد مرَّة من مواقف مميتة (لأنها باتمان طبعًا وتدريبها وكل الكلام اللي النورميز بيردِّدوه ده. بس أنا مش فاكر في أي حلقة اتدرَّبت على إنها تكون منيعة ضد نار التنانين). الغريب إن الكلام اللي دار بينها وبين ساندور كان ممكن يتقال قبل ما يدخلوا المدينة أصلًا. بغض النظر عن إن جيش الشمال سبقها هي وساندور للمدينة رغم إنهم اتحرَّكوا قبله (!) كان ممكن المحادثة دي تدور بينهم في أي مكان. كونها دارت في القلعة المنهارة إداني رسالة إن الانتقام وحش بس لو هتموت بسببه، أمَّا لو هتفضل عايش فإشطة انتقم ودمَّر زي ما تحب! ودلوقت بس جاية آريا تتخلَّى عن الانتقام؟ بعد ما ارتكبت مقتلة جماعيَّة من ضمن اللي ارتكبته حتى لو كانت بتنتقم عن حق؟ معلش، مش شاري.
والكلام اللي قاله ساندور للجندي عن عدم ضرورة الحرب والحصار إلخ، مش ده كلام كان ممكن يتقال قبل كده ويغنيهم فعلًا عن المعركة؟
قتال ساندور وجريجور عمري ما كنت مهتم بيه أصلًا، لأن المفروض كانت قصة ساندور عن تخلِّيه عن الغضب والانتقام، خصوصًا من شخص ما عادش حي أصلًا. وبالمناسبة دي، ليه كايبرن ما عملش جيش كامل من الجبال؟ ده أقوى من ملك الليل!
وداعًا كايبرن، موتة كوميدية لكن كنت مخلص لملكتك للحظة الأخيرة. للأسف مش هنعرف رجَّعت جريجور للحياة إزاي، ولا كنت بتعمل إيه في هارنهال مع الشماليِّين وقت ما روب ستارك لقاك.

ملاحظات أخيرة:
- فجأة الأجراس أصبحت علامة على الاستسلام. أظن داڤوس كان بيخرَّف لمَّا قال إن الأجراس مش علامة على الاستسلام ليلة معركة بلاكووتر.
- يبدو إن رؤية دنيرس في بيت الخالدين اتحققت، واتحسمت مسألة إن اللي في قاعة العرش رماد مش ثلج. الغريب إن في سيناريو الحلقة الأخيرة من الموسم الثاني اللي اتنشر من كام سنة كان بيقول بوضوح إنه ثلج، فهل غيَّروا خططهم بعد كده؟ ولو غيَّروها يبقى فيه أسئلة كتير مطروحة هنا.
- مش هعلَّق على السهولة اللي دنيرس دمَّرت بيها الأسطول الألف سفينة (أو 100 سفينة حسب اللي ظهر على الشاشة)، ولا السهولة اللي دمَّرت بيها دفاعات المدينة. مش هعلَّق على الجزء الخاص بجيش صلاح الدين... أقصد الجماعة الذهبيَّة اللي هي المفروض تتويج لخيط الدين للمصرف الحديدي اللي بادئ من الموسم الأول. بتساءل بس هي استنِّت ليه السنين دي كلها في بناء جيوش بينما كان تنِّين واحد كفاية؟ طبعًا التنِّين قدراته واحتماله معتمدة بشكل بحت على اللي بتحتاجه الحبكة وبتتغيَّر حسبه.
- طبيعي طبعًا إن جراي وورم هو اللي يقتل هاري ستريكلاند. إحنا عارفين إنه بيحارب دايمًا وسط صفوف الدوثراكي، وعارفين العداوة بين الشخصيتين من الموسم الأول.
- قلت كذا مرَّة إنهم عملوا من آريا باتمان، والحلقة دي فكَّرتني جدًّا بمشهد بروس واين في دمار متبروپوليس في بداية «Batman v Superman»، فلمَّا يحطُّوا في الحلقة شخصيَّة اسمها مارثا... :D
- أفضل تنويع على التيمة الموسيقيَّة للشمال كان في مشهد الحلقة الأخير. بس الحقيقة إني مش فاهم إيه رمزية الحصان اللي ظهر فجأة، وهل كونه رمز للموت في سِفر رؤيا يوحنا:  فَرَأَيْتُ حِصَاناً لَوْنُهُ أَخْضَرُ «بَاهِتُ اللَّوْنِ»، اسْمُ رَاكِبِهِ «الْمَوْتُ» يَتْبَعُهُ حِصَانٌ آخَرُ اسْمُ رَاكِبِهِ «الْهَاوِيَةُ»، وَأُعْطِيَا سُلْطَةَ إِبَادَةِ رُبْعِ الأَرْضِ بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ وَالْوَبَاءِ وَوُحُوشِ الأَرْضِ الضَّارِيَةِ! لو آريا تخلَّت عن فكرة الانتقام وإنها رسول الموت، فإيه محل الرمز ده من الإعراب هنا؟ عن نفسي ما أظنش إنها اتخلِّت عنها بالكامل. مش هي اللي هتروح تقتل دنيرس دلوقت؟ دنيرس اللي بقدرة قادر بقت عينها لونها أخضر في الكام حلقة اللي فاتت؟
- أكثر مشهد مؤلم في الحلقة هو الفظائع اللي ارتكبها الشماليِّين، لكن ده منطقي تمامًا، وحتى المسلسل جاب قبل كده سيرة «شهوة الدم» اللي بتنتاب الجنود، تحديدًا اللي بيغزوا مدينة ما. حتى تصرُّف جراي وورم منطقي، لأن سبق وقال چورا إن المطهَّرين بيطيعوا الأوامر بشكل أعمى، فما داموا شافوا ملكتهم بتحرق وتقتل فدي إشارة ليهم إنهم يعملوا زيَّها. لكن أنا فعلًا اتنقلت من اللا مبالاة بجراي وورم لكراهيته، وتخميني إن چون هو اللي هيقتله. كان بينهم على مدى الحلقة نظرتين أو ثلاثة بيقولوا كده.
- فاضل حلقة واحدة ونخلص. للأسف الكتابة الزبالة نقلت الواحد من الحزن على نهاية المسلسل للرغبة في نهايته، ومش فاضل عند الواحد غير العودة للأساس الروائي الرائع اللي Dumb&Dumber ما اتعلِّموش منه إلا أقل القليل. حتى بعد ما تجاوزوا الكُتب اتَّضح إنهم مش فاهمين أكثر الشخصيَّات اللي بيكتبوها. الغلط موزَّع عليهم وعلى مارتن طبعًا.
- أقسم بالله أحلى ما بنطلع بيه من الحلقات هو الميمز.
- لكل اللي بيسألوا: «رقصة مع التنانين» هتصدر نهاية السنة زي كل سنة.

هناك 3 تعليقات:

  1. أخيرًا لقيت حد متفق معايا في هزلية اللي حصل لدنيرس . دنيرس في أول حلقتين عفت عن جايمي لانستر اللي قتل أبوها واللي أبوه تايوين قتل عيلتها كلها , وأدت ابن روبرت باراثيون اللي قتل أخوها رايجار حكم ستورمز إند . تحول فوق إنه سريع جدًا لدرجة أنه يبان أنه مفتعل , غير منطقي .

    جايمي انا فعلًا مرارتي اتفقعت لما قال إن أهل المدينة ما يهمهوش لأن ده نقض أجمل نقطة في بناء شخصيته . كان جوايا استنكار شديد لما سيرسي بكت لما تأكدت من الهزيمة , الشخصية دي أقوى وأكثر إجرامًا من كده بكتير . كنت متوقع تكون مخبية خدعة أخيرة على الأقل .

    3 من أهم 4 شخصيات في المسلسل (رابعهم جون سنو) تم التعامل معاهم بشكل غاية في الغباء لدرجة أن نفسي أمسح الموسم ده من الذاكرة تمامًا .

    ردحذف
  2. مراجعة في منتهى الروعة والجمال ومتفق تماما في نقطة داني لكن أكثر جملة جعلت قلبي يصفق من الفرح هو أخر جملة المتعلقة برقصة مع التنانين

    ردحذف
  3. انا عن نفسي الحقيقة مش شايفة ان عبارة جايمي لانيستر انه مش فارق معاه أهل المدينه بتهدم شخصيته... جايز لا تنطبق عليه دلوقتى لكن معنديش أدنى شك ان ان قتله للمتد كينج مش عشان حبه او اهتمامه بأهل المدينة.
    جايمي كان -ويمكن لا يزال- الاولوية الاولى ف حياته هي عيلته وبعدهم الفروسيه والعهود بتاعته كفارس. وانت من الناس المقتنعين انه لو مش ابوه اللي واقف على ابواب المدينه بجيشه مكنش هيقتل الماد كينج لمنع المدبحه.

    طبعا جيمي اتغير كتير من ساعت ما قتل الماد كينج للنهارده بس برضه صعب بالنسبالي اصدق انه فعلا مهتم بالمدنيين... مش زي تيريون عالاقل.

    ردحذف

مقتطف من ترجمة غير منشورة لـ«سيِّد الخواتم»

چ. ر. ر. تولكين، «سيِّد الخواتم: رفقة الخاتم» واصَلوا الحركة، ولم يمضِ وقت طويل حتى تكلَّم جيملي، الذي يملك عينيْن ثاقبتيْن في ا...