الثلاثاء، 16 أبريل 2019

ملاحظات على الحلقة الأولى من «Game of Thrones»

الموسم الأخير، الحلقة الأولى، «Winterfell»



أظنها أفضل حلقة أولى حصلنا عليها من كذا سنة، يمكن من وقت الموسم الرابع.

المقدِّمة الجديدة الأول. فشيخة! حد كان متوقِّع أقل من كده؟ ودلوقت بدل ما كانت فيه مشاهد تاريخية معروضة على الأسطرلاب زي ثورة روبرت، أصبحت فيه مشاهد من القصة الحالية، زي سقوط الجدار والزفاف الأحمر والمذنَّب. المقدِّمة الجديدة محدودة زي ما القصَّة رغم إنها كبرت جدًّا أصبحت محدودة.

إحنا متعوِّدين على كل حال إن كل الحلقات الأولى في المسلسل بطيئة إلى حدٍّ ما، مجرَّد تمهيد ورص لقطع اللعبة في أماكنها على اللوحة مع بداية كل شوط. فيه ناس شايفة إن الحلقة ما حصلش فيها حاجة تقريبًا، وده مش صحيح، بالعكس الحلقة حصل فيها كذا حاجة مهمَّة، لكن يمكن علشان ده الموسم الأخير، وإن توقُّعاتنا إن كل حلقة لازم تبقى مشحونة على آخرها بكل الحاجات المهمة، فده اللي مدي انطباع إنها حلقة تقليديَّة. أضِف لده فكرة انسحاب عنصر المفاجأة اللي متعوِّدين عليه من البداية، مقابل إن أغلب اللي هيحصل متوقَّع بشكل أو بآخر، لأن بطبيعة الحال الخيوط الرئيسية للقصة أصبحت معدودة، والحبكة أصبحت بتدور في نطاق ضيق جدًّا منحصر في مكانين أو ثلاثة، ومصاير الشخصيات وتخمينات النهاية قُتلت كلامًا. أخشى إن ما فيش مفر من ده غير إن على الأقل الحاجات المتوقَّعة كلها تتقدم لينا بشكل لائق، مش مجرَّد تتقدِّم وخلاص ما داموا عارفين إننا كده كده متوقِّعينها.

خُد مثلًا ركوب چون سنو التنِّين. المشهد بصريًّا عظيم ومتنفِّذ بحرفيَّة عالية. عن نفسي استمتعت بالموسيقى والمناظر الطبيعية اللي صوَّروا فيها، لكن لأن كلنا كنا عارفين إن چون هيركب التنِّين المتسمي على اسم أبوه، ولأن سياق المشهد كان خفيف تمامًا فما كانش في الموضوع أي tension، مش زي المشهد اللي ركبت فيه دنيرس دروجون للمرة الأولى. كلنا عارفين إن چون هيركب، وإن التنِّين هيتقبَّله. اللي ما يعرفش ده المفروض يبقى دنيرس نفسها، اللي المفروض إنها عارفة تاريخ التنانين -راجع هدية چورا مورمونت لها في زفافها على دروجو- وعارفة إن أصحاب الدماء الڤاليرية فقط هم اللي يقدروا يركبوا التنانين، وعلى حد علمها چون وستروسي شمالي 100%، فبالتالي المفروض تكون عارفة إن النتيجة الواقعية الوحيدة إن فعلًا باي باي چون سنو! زد على ده إنها مش بتتفاجئ ولا بتبدي أي دهشة لما چون ينجح فعلًا. كانت عندهم فرصة يثيروا التساؤلات في نفس دنيرس، تمهيدًا لمعرفتها الحقيقة.

مشهد معرفة چون الحقيقة من سام كلنا كنا منتظرينه بالفعل، لكن في الحالة دي سياق المشهد والتنفيذ كانوا ممتازين. أولًا تسليط الكاميرا على وش چون ورد فعله اختيار ذكي من المخرج. الأفضل إن سام راح قال له، لأن في اللحظة دي مش المهم إن بران قال إن الوقت جه، ولا المهم إن چون لازم يعرف الحقيقة لمجرد إنه لازم يعرفها، المهم إن چون يعرف حقيقة دنيرس أكتر من حقيقة نفسه. الإفصاح بالمعلومة مبني كله على رد فعل سام على إعدام أبوه وأخوه، إن من وجهة نظره الملكة دي متوحشة، وما هياش زي چون، مش هتتنازل عن التاج في سبيل شعبها. سام عارف إن چون هيكون ملك صالح، بغض النظر عن رأي چون نفسه.

قصة دنيرس كلها مبنيَّة على إنها الأحق بالحكم، ده كل الدافع بتاعها اللي بيحرَّكها من البداية تقريبًا، على الأقل من بعد موت ڤسيرس، فهيكون مثير للاهتمام نشوف رد فعلها على الحقيقة، وهل هيكون فيه توتُّر في العلاقة بينها وبين چون ولا لأ. التخمين الأقرب للواقع هو إن آه، هيكون فيه توتُّر لكن وصول العدو هيزيح كل ده على جنب، ولاحقًا مش هيضطرُّوا لمواجهة مشكلة الحكم أصلًا لأن واحد منهم على الأقل هيموت. دي برضه من مشاكل إنك تبقى متوقِّع المسار رايح على فين. على العموم عاجبني فتح نقاش إن چون ركع لدنيرس علشان بيحبها، لأنه بالفعل عمل كده بعد ما قالت إنها هتحارب معاه. يمكن لقاها فرصة للتخلص من عبء الحكم اللي هو ما كانش راغب فيه أصلًا. كان الخط ده هيكون أجمل لو كان فيه كيميا كفاية بين كيت هارينجتون وإميليا كلارك. أنا شايف إنها أفضل شوية عما كانت قبل كده، لكن شوية صغيرة مش مخلياهم مقنعين، خصوصًا لما المسلسل يدينا لحظة cute فما يلاقيش إلا إعادة صياغة كلام چون وإيجريت قبل مشهد الكهف، مشهد كانت فيه الكيميا بين الممثلين أعلى بكتير.

يمكن تعامل دنيرس المتعالي مع الشماليِّين من منطلق استحقاقها تكون الملكة، مع لمسة القسوة اللي إحنا عارفينها منها، كونها سبق وأعدمت ناس كتير، منهم بالحرق، وكان منهم ناس تقدر تعفو عنهم، زائد إن ممكن يحصل صدام بينها وبين چون، يكون تمهيد لأن العدو الأخير يكون دنيرس نفسها مش سرسي. ده مجرَّد تخمين، لكن ممكن يكون اتجاه جيد لو اتعالج بجودة.

المتوقَّع كمان كان كل الشخصيات اللي بتلتقي للمرة الأولى من زمان. كلها مشاهد كويسة في رأيي، خصوصًا چون وآريا.

لازم أقول إن يورون جرايچوي عاجبني أكتر المرة دي. الحقيقة مشهده مع يارا كان ظريف فعلًا، ولو كانوا لسا بيخصَّصوا وقت كفاية لتطوير الشخصيات زي زمان كنت هستمتع بكلامه معاها، وفكرة إن يورون على جبروته إنسان وحيد مالوش أصدقاء ومش لاقي حد يتكلِّم معاه إلا أسيرته. كان هيبقى تطوير كويِّس لشخصية يارا برضه، لكن طبعًا ما فيش وقت للحاجات الصغيرة دي دلوقت.
الممثِّل اللي عامل يورون فيه كيميا حلوة بينه وبين لينا هيدي. هل سرسي هتستغل يورون وتعلن إنه أبو طفلها؟ هل هي حامل أصلًا؟ مش هنقيس بشربها النبيذ لأنهم مش في عالم متقدِّم طبيًّا. لاحظ لحد الخمسينات الحوامل كانوا بيدخَّنوا ويشربوا عادي. وعلى سيرة سرسي، أنا فعلًا فعلًا مش شايفها ملكة مجنونة بأي شكل! متوحشة وقاسية؟ أكيد، لكن مجنونة لأ. لكن ده ما يعنيش إنها مش الملكة الغبية، لأنها مش مدركة إن لو الموتى انتصروا في الحرب فكل اللي ماتوا هيكونوا جزء من جيشهم، بما فيهم التنانين! أما إن برون يقتل تيريون أو چايمي فإحنا عارفين إن ده مش هيحصل.

طبعًا كان نفسي أشوف أفيال زي ما في الكُتب لكن واضح إن الميزانية ما كفِّتش، ولا كفِّت جوست حتى! مش مشهد لقاء چون وجوست حاجة كلنا مستنيِّينها؟ مع كل الـfan service اللي بيعملوها وبرضه مفيش جوست؟

رغم إن ثيون أنقذ أخته بسهولة تامة (حد لاحظ الواد بتاع «It's Always Sunny in Philadelphia» في المشهد ده؟) فأنا حقيقةً ما عدتش مهتم باللي بيعمله ثيون من موسمين على الأقل، ولا يارا الحقيقة. يمكن كويس إن مش كل قصته الموسم ده إنه ينقذ أخته، فهنشوف بالمنظر ده ممكن يخلُّوه يعمل حاجة مهمة ولا إيه.

مش عايز أتكلِّم عن تيريون لأن اللي عملوه في شخصيته عيب فعلًا. Shame عليهم إن تيريون يتحوِّل لمجرَّد واحد بيقول نكت أو يكرر كلام اتقال قبل كده مرَّات ومرَّات. الكلام نفسه ينطبق على ڤارس وعلى داڤوس. الشخصيَّات دي أصبحت مخصيَّة دراميًّا.

جميل إنهم فتحوا مسألة المؤن اللي تكفِّي أعداد الجيوش دي كلها، لكن أنا والله متأكِّد إن دي هتكون أول وآخر مرة تتفتح فيها.

مشهد ند أومبر رائع، وده عنصر الرعب الخالص اللي المسلسل قلَّما قدمه قبل كده.
ليانا مورمونت بقت بتنرفزني فعلًا. كفاية عليها كده لأنها شخصية مستفزة وسبب وجودها الوحيد إن فيه شريحة كبيرة من الجمهور بتحبها.

أخيرًا، عجبني تشابه لقطات مع لقطات من الحلقة الأولى، زي وصول الملك(ة) وينترفل مع نفس الموسيقى، برون وتيريون وسط مجموعة من العاهرات، الطفل الصغير اللي هو مزيج بين بران وآريا لحظة وصول الموكب، چون وند عند شجرة الويروود، رموز الوايت ووكرز، السراديب، إلخ...

هناك 4 تعليقات:

مقتطف من ترجمة غير منشورة لـ«سيِّد الخواتم»

چ. ر. ر. تولكين، «سيِّد الخواتم: رفقة الخاتم» واصَلوا الحركة، ولم يمضِ وقت طويل حتى تكلَّم جيملي، الذي يملك عينيْن ثاقبتيْن في ا...