ستيڤن كينج
ترجمة: هشام فهمي
عندما تسأل جوجل عن سبب إطلاق الاسم «أوسكار» على جوائز
الأكاديميَّة، فإنك تتلقَّى أندر إجابة على الإنترنت على الإطلاق: «من يدري؟».
يقول بعضهم إن بِت ديڤيز هي المسؤولة، وطبقًا للقصَّة
التي تُحكى فقد أطلقت على الجائزة التي فازت بها عام 1936 (للعبها دور ممثِّلة
مدمنة على الكحول في Dangerous) اسم زوجها
الأول، هارمون أوسكار نلسون. المشكلة الوحيدة في هذه القصَّة أن والت ديزني كان قد
أطلق الاسم نفسه على تمثاله الصغير قبل عامين، عندما فاز بالجائزة لأفضل فيلم
كارتون قصير.
أما أكثر قصَّة أراها جديرة بالتصديق -وأكثر قصَّة تروقني
كذلك- فهي أن الاسم يرجع إلى مارجريت هيريك، التي كانت المدير التنفيذي لأكاديميَّة
الفنون والعلوم السينمائيَّة منذ بداية الأربعينات وحتى تقاعُدها عام 1971. كانت المسز
هيريك مجرَّد أمينة مكتبة في عام 1931، عندما علَّقت على شكل التمثال الصغير
قائلةً إنه يُذكِّرها بعمها أوسكار.
آه... العم أوسكار. إما أن هذه القصَّة تبدو سليمة
تمامًا أو أن عمك ستيڤي مجنون، وعمك ستيڤي ليس مجنونًا.
كل عام، عندما يحين وقت الاحتفال إياه، يخطر لي أن مَن حبُّهم
للسينما عادي مُغرمون بالأوسكار، أما المُغرمون بالسينما فعلاً فحبُّهم للأوسكار
عادي. وبصفتي رجلًا يشعر بالإحباط إذا لم يُشاهِد ثمانين فيلمًا على الأقل كلَّ
عام، فإنني أضعُ نفسي ضمن المجموعة الثانية. أحبُّ بالطبع رؤية امرأةٍ فاتنة ترتدي
فستانًا فاتنًا، لكني لا أعبأ على الإطلاق بتحليل عشَّاق الموضة للفستان الذي
ارتدته فلانة وكيف بدا عليها. بالنسبة إليَّ، لا تزيد مجموعة من اللقطات لأناسٍ
متأنِّقين جالسين في مقاعدهم يتجاذبون أطراف الحديث في إثارتها على مجموعة لقطاتٍ
أخرى لعددٍ من الرياضيين الجالسين خارج الملعب خلال جزءٍ ممل من مباراة كرة. البساط
الأحمر ليس إلا شيئًا تمشي عليه كي تبتعد عن الأمطار المنهمرة على رأسك لا أكثر.
علاوةً على ذلك، لم تكن لي علاقة بكلِّ هذا حتى رُشِّح The Green Mile
لجائزة أفضل فيلم سنة 2000، وتلقَّى عنه صديقي فرانك دارابونت ترشيحًا
لأفضل سيناريو مقتبَس. من عادتي في ليلة الأوسكار أن أجهِّز وجبة خفيفة وأشاهد إلى
أن أغيب في النوم، ثم أقرأ في اليوم التالي على الإنترنت عن الفائزين بالجوائز
الكبيرة، بالإضافة إلى الهراء الذي تلفَّظوا به عند تسلُّمهم إياها... وهو هراء
حقًّا بجميع المقاييس، لكنه هراء لا بأس به، لأنه لا يهم في النهاية، ولا الجوائز
كذلك تهم حقًّا، اللهم إلا بالنسبة لمن فازوا بها وللمحاسِبين الذين يعرفون أن بعضًا
من (الأعمام الذهبيين) في تلك الليلة يعني المزيد من البنكنوت في شباك التذاكر. هكذا
يبدو لي من اللائق تمامًا أن تحمل الجائزة اسمًا مستعارًا سخيفًا لا يخلو من
حميميَّة.
ما يهم بالفعل هو الأفلام نفسها، الأفلام الجيِّدة
حقًّا، الأفلام المثيرة حقًّا (وهي غالبًا الأفلام التي تُرشَّح ولا تفوز). معظم
الأفلام ليس جيِّدًا ولا مثيرًا، وكلنا يعرف هذا على ما أعتقد... وبين الحين
والآخر يظهر فيلم سيئ على نحوٍ استثنائي (وأفكِّر هنا في أفلامٍ مثل Gigli أو Freddy Got Fingered) يجعلنا نتوقَّف ونستغرِق في التعجُّب منه. هذا البراز السينمائي الذي
يستحق دخول التاريخ من فرط سوئه لدينا له جوائز مثل الرازي، أما أغلب الأفلام
فمتوسِّط المستوى، لا أوسكار ولا رازي له.
الفكرة أن الأفلام فن قائم على التعاون، وغالبًا ما لا
ينجح المبدعون في العمل معًا. التناغُم نادر، لكنه -عند وقوعه- يُشعِرني بنوعٍ
سامٍ من الانجذاب، وهذا هو الشيء الذي يدفعني إلى العودة في كلِّ مرة، أو الأمل في
حدوثه بالأحرى.
لا سيِّدات فاتنات في فساتين فاتنة، لكن لا بأس بهذا،
لأنني أختار الأفلام نفسها فوق العم أوسكار في كلِّ مرَّة.
نُشِر في Entertainment Weekly في فبراير
2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق