الأحد، 24 مارس 2019

حين بدأت كتابة «لعبة العروش» لم أكن أعرف شكل الحصان

   چورچ ر. ر. مارتن
   ترجمة: هشام فهمي




يعرف محبُّو روايات ’أغنية الجليد والنار‘ ومسلسل Game of Thrones المأخوذ عنها أن ظهور الخيول يتكرَّر كثيرًا في السلسلة، ويفترض البعض أني كنتُ أملكُ -على أقلِّ تقدير- معرفةً عابرةً بالخيول عندما بدأتُ كتابة هذه الروايات، لكن الحقيقة أنني لم أكن قد رأيتُ حصانًا واحدًا في حياتي عندما بدأتُ الكتابة، بل ولم أكن أملكُ أدنى فكرة عن شكل الحصان.

كنتُ أعرفُ أن الحصان حيوان ما، لكن في ما عدا ذلك كان تصوُّري لشكل هذا الحيوان مبنيًّا بالكامل على ما سمعته من أقاويل الناس، بالإضافة إلى تخميني الشَّخصي.

بالطَّبع وجدتُ وسائل للتَّحايُل على جهلي بشكل الحصان خلال الكتابة. عندما تقرأ الكتاب الثاني ’صِدام الملوك‘، سترى أني في إحدى الفقرات أشرتُ إلى أن هناك «بعض الخيول تقليديَّة كبيرة الحجم خارج البوَّابة»، وأني ذكرتُ على مدار الكتاب عدَّة مرَّات أن هذا أو ذاك يمتطي «حصانًا بحجم الحصان». لقد افترضتُ أني، بتلافي الدخول في تفاصيل عن لون الحصان أو شكله أو نوعه، سأستطيعُ الاستمرار دون أن يُلاحِظ أحد.

لكن كان من المحتَّم أن أخطئ تمامًا في بعض المواضع، مثل «عجلات حصان تايوين لانستر الضخمة اللامعة»، أو «الخيول الواقفة خارج ستورمز إند تزمجر وتنبح غضبًا»، أو وصفي المتكرِّر لخيول الدوثراكي بأنها «تُحَلِّق بأجنحتها فوق الحقول». تلك الأوصاف بدت لي طبيعيَّة في ذلك الحين، لكني أرى الآن كيف وشت بجهلي بالخيول.

على سبيل المثال، لو كنتُ أعرفُ سُمك حجم الحصان الحقيقي، لأدركتُ أنه من غير الواقعي تمامًا أن أكتب أن چوفري خنقَ حصانًا بإصبعين فقط، وما زلتُ أعاني عند قراءة فقرات مثل هذه التي وردت في ’وليمة للغِربان‘:
«عنما التفتَت بريان، لاحظَت أن پودريك يجلس مرهقًا فوق صَدَفة حصانه، ويُطبِق بيديه على قرنيه الطويلين المدبَّبين كي لا يَسقُط.
قال الصبي بإنهاك: سيِّدتي، هل يمكننا أن نتوقَّف قليلًا؟
ثم وضع پودريك الحصان في جرابه وجلس ليستريح».

لكنك تتعلَّم أثناء الكتابة، والحياة تجعلك أكثر حكمة كذلك. أذكرُ أني كنتُ في منتصف ’رقصة مع التَّنانين‘ عندما رأيتُ صورةً لحصان على لوحة إعلانات. كانت لحظة تنوير، وقلتُ لنفسي: «أوه! إذن هكذا يبدو الحصان، وليس لديه منقار! هذا هو ما يجب أن أتخيَّله عندما أكتبُ عن الخيول». ومنذ ذلك الحين تعلَّمت المزيد، وقد أفادت معرفتي السلسلة كثيرًا على ما أعتقد. لستُ عالم حيوانات، لكني أعرفُ ما يكفي الآن أن أفهم أن الحصان لديه شَعر وذيل ومن المستحيل الخلط بين شكله وشكل الرجل أبدًا على الرغم مما يعتقده رووس بولتون. على كل حال، لقد نضجتُ ككاتب وأتمنى أن يُلاحظ قرَّائي الفارق.


مقال ساخر نُشر على موقع Clickhole في يونيو 2014

مقتطف من ترجمة غير منشورة لـ«سيِّد الخواتم»

چ. ر. ر. تولكين، «سيِّد الخواتم: رفقة الخاتم» واصَلوا الحركة، ولم يمضِ وقت طويل حتى تكلَّم جيملي، الذي يملك عينيْن ثاقبتيْن في ا...